يعد النوم من العمليات الحيوية التي تمد الجسم بالراحة اللازمة لإعادة توازنه وتجديد طاقته، وفي ظل وتيرة الحياة بضغوطها فقد أصبح يعاني الكثيرون من اضطراب مواعيد النوم وقلة جودته، وقد يبدو الأمر بسيطا إلا أن له بالغ الأثر على الصحة النفسية والجسدية، وقد أكدت الدراسات الحديثة أن النوم غير المنتظم يشكل خطرا على أنظمة الجسم وفي مقدمتها أمراض القلب والجهاز المناعي.
متلازمة النوم غير المنتظم
هو أحد أشكال اضطرابات النوم، ويعاني منه الأشخاص الذين لديهم هذه الحالة من عدم وجود نمط يومي محدد لفترات النوم والاستيقاظ، مع صعوبة النوم ليلاً، والشعور بالنعاس أثناء النهار، أو التغيّير في وقت النوم والاستيقاظ بشكل يومي، وقلة عدد ساعات النوم أو زيادتها بشكل مفرط، والاستيقاظ المتكرر خلال الليل، والنوم في أوقات غير متوافقة مع الساعة البيولوجية للجسم.
النوم غير المنتظم وصحة القلب
أظهرت أبحاث حديثة أن الاضطرابات في نمط النوم ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن أبرز الآثار: (اضطراب ضغط الدم وذلك خلال النوم العميق، حيث ينخفض ضغط الدم طبيعيًا، ما يمنح القلب استراحة، لكن عندما يكون النوم متقطعًا أو غير منتظم، يستمر الضغط مرتفعًا، مما يرهق القلب على المدى الطويل).
كما أن النوم غير الكافي يحفز إفراز مركبات التهابية مثل CRP والتي ترتبط بأمراض مثل تصلب الشرايين والنوبات القلبية، إلى جانب اختلال نظم القلب إذ تشير الدراسات إلى أن التقلبات اليومية في مواعيد النوم تؤثر على الساعة البيولوجية للقلب، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في ضرباته مثل الرجفان الأذيني.
النوم غير المنتظم وجهاز المناعة
يتم خلال النوم إفراز خلايا الدم البيضاء والسيتوكينات التي تكافح العدوى، واضطراب النوم يقلل من هذه العناصر، مما يزيد خطر الإصابة بالأمراض، فالنوم مرحلة هامة لإنتاج الجسم للعناصر المناعية الأساسية، كذلك تلك الاضطرابات في النوم تؤدي إلى بطء الشفاء من العدوى، فقد أظهرت الدراسات أن من ينامون أقل أو بشكل غير منتظم يستغرقون وقتًا أطول للشفاء.
النوم غير المنتظم والساعة البيولوجية
يرتبط النوم غير المنتظم باختلال في الساعة البيولوجية وهي نظام داخلي يُنظم العمليات الحيوية مثل إفراز الهرمونات كالكورتيزول والميلاتونين، والحفاظ على درجة حرارة الجسم، وضغط الدم، ووظائف المناعة وغيرها، وعند اختلال هذا الإيقاع، تدخل معظم أجهزة الجسم في حالة إجهاد بيولوجي مستمر، ما يرفع من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
نصائح عملية لتنظيم النوم
لتحسين جودة النوم لابد من الالتزام بجدول نوم ثابت في نفس الوقت يوميًا، حتى في العطلات، مع تجنب المنبهات مساءً مثل الكافيين والنيكوتين، والابتعاد عن الشاشات قبل النوم فالضوء الأزرق يثبط إفراز الميلاتونين، إلى جانب تهيئة بيئة نوم صحية بغرفة مظلمة هادئة، ودرجة حرارة مناسبة، والالتزام بممارسة الرياضة بانتظام ولكن ليس قبل النوم مباشرة.
: