يعاني كثيرون دون تشخيص دقيق من صعوبة القراءة أو التركيز أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف المحمولة، فضلًا عن إحساسهم بالانزعاج داخل الأماكن ذات الإضاءة القوية، ما يؤدي إلى شعور دائم بالتوتر العصبي والنفسي، ومن بين أبرز الأسباب الخفية وراء هذه المعاناة حالة تُعرف بـ«متلازمة إيرلين».
متلازمة إيرلين
تُعرف متلازمة إيرلين (Irlen Syndrome) بأنها اضطراب يؤثر على طريقة معالجة الدماغ للمؤثرات البصرية، رغم سلامة العين من الناحية العضوية والفسيولوجية.
ويُصنفها خبراء الأعصاب بأنها خلل في الإدراك البصري العصبي، حيث يواجه المصابون بها صعوبة في استقبال المعلومات المرئية والتعامل معها، لا سيما أثناء القراءة، نتيجة حساسية زائدة لأنواع معينة من الضوء أو الأنماط البصرية المعقدة.
هل متلازمة إيرلين سهلة التشخيص؟
الإجابة لا، إذ غالبًا ما يختلط الأمر بين أعراض متلازمة إيرلين ومشاكل الرؤية التقليدية مثل طول النظر أو قصره، وكذلك اضطرابات التعلم كعسر القراءة، غير أن المشكلة الجوهرية لهذه المتلازمة لا تكمن في العين ذاتها بل في الكيفية التي يعالج بها الدماغ الإشارات الضوئية والمؤثرات البصرية المختلفة.
هل تؤثر متلازمة إيرلين على حدة النظر؟
متلازمة إيرلين لا تقلل من قوة البصر أو دقته، لكنها تجعل عملية القراءة أو التركيز البصري مرهقة وغير مريحة، بسبب الانزعاج العصبي الناتج عن التعرض الطويل للصفحات المطبوعة أو شاشات الأجهزة الإلكترونية.
أسباب الإصابة بمتلازمة إيرلين
لا يرتبط ظهور متلازمة إيرلين بسبب عضوي محدد في العين أو الدماغ، وإنما يعود الأمر غالبًا إلى خلل في معالجة القشرة البصرية المسؤولة عن استقبال وتحليل الصور.
وقد تكون العوامل الجينية، أو الصدمات الدماغية، أو حتى التجارب النفسية الصعبة أحد الأسباب المحتملة، بجانب أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن المصابين باضطرابات نمائية عصبية مثل التوحد أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يكونون أكثر عرضة للإصابة بها مقارنة بغيرهم.
أعراض متلازمة إيرلين
تختلف أعراض هذه المتلازمة من شخص لآخر، لكن أبرزها يشمل:
1. رؤية الكلمات وكأنها تهتز أو تتحرك على الصفحة.
2. تشتت الانتباه أثناء الدراسة أو الكتابة.
3. حساسية شديدة تجاه الإضاءة الساطعة أو الألوان الفاقعة، مع الشعور بالراحة عند تقليل الإضاءة.
4. صداع مستمر بعد استخدام الأجهزة الإلكترونية أو قراءة النصوص المطبوعة.
5. الشعور بإجهاد بصري بعد القراءة لفترة وجيزة.
6. اضطرابات في الإدراك المكاني، مثل صعوبة تتبع السطور أو التنقل بين الكلمات.
7. عزوف تدريجي عن القراءة أو الكتابة بسبب الانزعاج البصري المستمر.
8. صعوبة القراءة رغم تمتع الشخص بقدرات معرفية وذكاء طبيعيين.