قد يشعر الكثيرون بحرقة أو ألم في منطقة الصدر، فيسرعون إلى تناول دواء للحموضة أو مشروب دافئ، غير مدركين أن هذا العرض البسيط قد يُنذر بأزمة قلبية وشيكة قد تُهدّد الحياة.

بين الحموضة والجلطة

ليس كل ألم في الصدر يُعزى إلى المعدة أو الارتجاع المريئي، فالطب يؤكد أن بعض الجلطات القلبية تأتي في صورة حرقة خفيفة أو انزعاج في منتصف الصدر.

والمأساة أن تشابه الأعراض قد يُضلّل المريض ومحيطه، فيُهدر وقتًا ثمينًا كان كفيلًا بإنقاذ حياته لو جرى تشخيصه في حينه.

رسم القلب ليس رفاهية

حين يشكو المريض من ألم في الصدر، فإن أول ما يجب فعله هو التوجّه لأقرب مستشفى وطلب إجراء رسم قلب فوري، قبل إعطائه أي دواء للهضم أو القولون، إذ قد يكون ما يشعر به هو بداية جلطة قلبية حادة، تليها مضاعفات مثل الرجفان البطيني أو السكتة القلبية المفاجئة، التي لا تُمهل صاحبها كثيرًا.

وقائع حقيقية تؤكد خطورة التهاون

في مواقف متكررة، توفي أشخاص كانوا يشتكون من حرقة بسيطة بالصدر، ظنًّا منهم ومن حولهم أنها ناتجة عن الأكل أو التوتر، فجرى إسعافهم متأخرًا بعد أن تدهورت الحالة، وتلك الحالات تسلّط الضوء على الحاجة إلى رفع الوعي بخطورة تجاهل أي ألم غير مفسَّر في الصدر.

كيف تفرق بين الحموضة وألم القلب؟

1- ألم الحموضة غالبًا ما يظهر بعد تناول الطعام ويخفّ بمضادات الحموضة.

2- الألم القلبي قد يصاحبه شعورا بثقل في الصدر، أو يمتد إلى الذراع أو الرقبة، ويزداد مع المجهود أو التوتر.

3- الأعراض القلبية لا تتحسّن بأدوية المعدة، وغالبًا ما تُرافقها تعرّق غزير وضيق في التنفس، لكن الفيصل الحقيقي هو الفحص الطبي، لا التخمين أو التجربة.

الوعي يصنع الفارق

كل دقيقة تأخير في تشخيص الجلطة القلبية قد تكلّف المريض حياته، وأبسط قاعدة يجب أن نحفظها جميعًا «أي وجع أو حرقان في منطقة الصدر، لا يُفسّر ولا يُعالَج قبل إجراء رسم قلب».

فالقلق من «مبالغة في التقدير» لا يساوي شيئًا أمام خطر «التشخيص المتأخر»، لا تُسكت الألم ولا تؤجّل الفحص، فالوقاية تبدأ باليقظة.