في ظل عصر تتزايد فيه وتيرة الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية، أصبحت أمراض العصر الأكثر شيوعًا فيه ناجمة عن الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات بشكل يشبه الإدمان، إلى جانب الجلوس بوضعيات خاطئة تؤثر على العظام والعمود الفقري، ومن هنا ظهر مصطلح "أمراض العمل المكتبي"

وبالرغم من أن العمل المكتبي آمن من الناحية البدنية- مقارنة بالأعمال اليدوية أو الخطرة- لكن تأثيراته الصحية السلبية قد تكون خطيرة إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات المناسبة، إذ إن الاستثمار في بيئة عمل صحية لا ينعكس فقط على صحة الأفراد، بل أيضًا على إنتاجيتهم وصحتهم العامة.

نستعرض خلال التقرير التالي سبل التعامل مع أمراض العمل المكتبي على صعيد التغذية وعلى صعيد العادات الصحية.

أمراض تنتج عن العمل المكتبي

مضاعفات الرأس المنحنية

تتسبب وضعية الجلوس منحنيا إلى المكتب في حدوث تصلب في رقبتك، إلى جانب استخدام الكراسي غير مريحة، ما يؤدي إلى ألم مستمر في العمود الفقري وتحديدا المنطقة القطنية أو أعلى الظهر أو الرقبة، مع حدوث تيبس، وصعوبة في الحركة، لذا لا بد من استخدام كرسي مريح ويدعم الفقرات القطنية، مع تعديل ارتفاع الطاولة والشاشة لتكون في مستوى النظر، وأخذ فترات راحة قصيرة للقيام من وقت لآخر.

متلازمة النفق الرسغي

تعود أسبابه إلى الاستخدام المتكرر للوحة المفاتيح والفأرة بطريقة غير مريحة، ما يؤدي إلى حدوث تنميل وخدر في الأصابع، وألم في الرسغ يمتد إلى الذراع، وللوقاية من ذلك يمكن استخدام لوحة مفاتيح وفأرة مريحة، وإبقاء المعصم في وضع مستقيم أثناء الكتابة، وإجراء تمارين بسيطة لليد والمعصم كل ساعة.

تأثير العمل المكتبي على السمنة

يتسبب العمل المكتبي وقلة الحركة والجلوس لفترات طويلة مع عدم ممارسة الرياضة بانتظام مع تناول وجبات سريعة أو غير صحية، في تفاقم مرض السمنة، ومن مضاعفاتها زيادة الوزن، وارتفاع مستويات السكر والكولسترول، وزيادة خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب، ولا بد من ممارسة النشاط البدني بانتظام، واستخدام مكتب ملائم، وتناول وجبات صحية غنية بالألياف وقليلة الدهون.

الاضطرابات النفسية (القلق- الاكتئاب- الإجهاد المزمن)

مع ضغوط العمل وقلة التفاعل الجسدي وتكرار الروتين، يحدث مضاعفات خطيرة على المستوى النفسي وتفاقم الأمراض التي قد تصل إلى العزلة الاجتماعية.

وتتمثل المضاعفات كذلك في التوتر الدائم، قلة التركيز، مشاكل في النوم، انخفاض الحافز.

ويمكن مقاومة ذلك من خلال ممارسة التأمل أو تمارين التنفس العميق، وأخذ إجازات منتظمة أو فترات راحة خلال اليوم، والحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية.

إجهاد العين الرقمي

التحديق في الشاشة لفترات طويلة دون راحة، يؤدي إلى جفاف العين، وتشوش الرؤية، وصداع، وألم حول العينين.

ويمكن التعامل مع ذلك من خلال اتباع قاعدة 20-20-20 (كل 20 دقيقة، النظر إلى شيء على بعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية)، واستخدام فلتر للضوء الأزرق، وضبط سطوع الشاشة وتباينها لتناسب الإضاءة المحيطة.

اتباع نظام غذائي يقي من الأمراض المكتبية

أهمية الطعام أنواعه

الأطعمة الغنية بالألياف، إذ تسهم الألياف في تحسين الهضم وعلاج الإمساك الناجم عن الجلوس فترات طويلة • الخضروات الورقية: كالسبانخ والجرجير.

• الفواكه: مثل التفاح، البرتقال، والتوت.

• الحبوب الكاملة: مثل الشوفان، الأرز البني، والخبز الأسمر.

الأطعمة الغنية بأوميجا 3 فهي تساعد في تخفيف الالتهابات وتقليل احتمالية الإصابة بآلام المفاصل والظهر وبالتي فهي مفيدة لمن يجلسون فترات طويلة • السلمون، التونة، والماكريل.

• المكسرات والبذور: مثل الجوز وبذور الشيا.

• زيت الزيتون.

الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، إذ يساعد على تقليل التوتر والإجهاد الذي قد يصيب العاملين في المكاتب

• المكسرات: مثل اللوز والكاجو.

• الخضروات الورقية: مثل السبانخ.

• الحبوب الكاملة.

الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة لها دور هام في حماية الجسم من أضرار الجلوس الطويل والإجهاد • التوت: الفراولة، التوت الأزرق.

• الحمضيات: البرتقال، الجريب فروت، الكيوي.

الأطعمة التي تحافظ على مستوى السكر في الدم • البقوليات: العدس، الفول.

• الحبوب الكاملة: الشوفان، الأرز البني

• البروتينات الخالية من الدهون: الدجاج المشوي، السمك.

نصائح عامة للوقاية من أمراض العمل المكتبي

لا بد من ممارسة الرياضة بانتظام والتحرك كل ساعة لمدة 5-10 دقائق، مع ضرورة استخدام كرسي مريح قابل للتعديل، ووجود شاشة على مستوى العين، مع توافر إضاءة جيدة وغير مباشرة، وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء، مع تعزيز تواصلك مع المحيطين، وشرب الماء بانتظام لترطيب الجسم والدماغ، وممارسة الرياضة: على الأقل 30 دقيقة يوميًا، 5 أيام في الأسبوع.