يُعد النقرس أحد أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، ويُعرف منذ القدم بـ"داء الملوك"، نظرًا لارتباطه بتناول الأطعمة الغنية بالبروتينات واللحوم الحمراء، التي كانت متاحة للطبقات الميسورة فقط.

ويحدث النقرس نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك (Uric Acid) في المفاصل، ما يؤدي إلى نوبات ألم حاد، وتورم، واحمرار، وغالبًا ما يصيب إصبع القدم الكبير، لكن قد يؤثر على مفاصل أخرى مثل الركبة، الكاحل، الرسغ والكوع.

خصائص النقرس

تتنوع خصائص النقرس كما هو مُوضح بالجدول التالي:

الخاصية الوصف

نوع المرض

التهابي، مزمن (قد يظهر على شكل نوبات متقطعة).

السبب المباشر ترسب بلورات حمض اليوريك داخل المفاصل.

الأعراض

ألم مفاجئ وشديد، تورم، احمرار، غالبًا في إصبع القدم الكبير.

الأعضاء الأكثر تأثرًا المفاصل (خصوصًا إصبع القدم الكبير)، الجلد (توفر التوفة)، الكليتان (حصى).

أسباب حدوث النقرس

تعود الأسباب الرئيسية لحدوث النقرس زيادة إنتاج حمض اليوريك من الجسم، وقد يحدث نتيجة أمراض معينة مثل السرطان أو الصدفية، إلى جانب نقص إخراج حمض اليوريك عن طريق الكلى، أو أمراض الكلى المزمنة تقلل من كفاءة طرح حمض اليوريك، وبعض الأدوية تعيق طرد حمض اليوريك (مثل مدرات البول).

وهناك أسباب مرتبطة بنمط الحياة والغذاء، وتتمثل في تناول أطعمة غنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء (مثل لحم البقر والضأن)، الكبد والأحشاء (كالكلى والطحال)، المأكولات البحرية (كالجمبري والسردين)، والبقوليات (مثل العدس والفاصوليا بنسبة أقل)، إلى جانب السِمنة وزيادة الوزن.

كذلك توجد عوامل وراثية لحدوث النقرس من بينها: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالنقرس يزيد من احتمالية الإصابة، مع الإصابة بأمراض مزمنة، مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وأمراض الكلى، إلى جانب استخدام بعض الأدوية: مثل مدرات البول، والأدوية المثبطة للمناعة.

مخاطر النقرس

على الرغم من أن النقرس يبدأ عادةً بألم في مفصل واحد، فإن إهماله أو عدم السيطرة عليه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر في المفاصل وأعضاء أخرى في الجسم.

من أهم المخاطر تلف المفاصل (التآكل والتشوه)، ونوبات النقرس المتكررة تسبب التهابًا مزمنًا في المفصل، ما يؤدي إلى تلف الغضروف والعظام المحيطة، وفقدان وظيفة المفصل، وفي حال عدم الالتزام بالعلاج، قد تحدث نوبات نقرس بشكل متكرر وأكثر شدة، ومع كل نوبة تُضعف المفصل تدريجيًا وتزيد من مدة الألم والتورم، وفي الحالات المتقدمة، قد تُصبح المفاصل مشوهة أو غير قادرة على الحركة بشكل طبيعي.

إلى جانب حدوث أمراض الكلى (مثل حصى الكلى أو الفشل الكلوي)، أو ارتفاع حمض اليوريك يمكن أن يؤدي إلى ترسّب بلّوراته في الكلى، وقد يُسبب ذلك: حصى الكلى المؤلمة، التهاب الكلى المزمن، تدهور وظائف الكلى أو الفشل الكلوي في حالات نادرة.

أعراض النقرس

تظهر أعراض النقرس عادة بشكل مفاجئ، ومنها: ألم شديد في المفصل، خصوصًا في الليل، تورم واحمرار في المنطقة المصابة، وسخونة المفصل، وتيبّس وصعوبة في الحركة خلال النوبة، وظهور تكتلات صلبة تُعرف بالتوفة (Tophi) في الحالات المزمنة.

ويمكن تشخيص المرض من خلال الفحص السريري، وتحليل مستوى حمض اليوريك في الدم، وتحليل السائل المفصلي للكشف عن بلورات حمض اليوريك، والأشعة السينية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم المفاصل والتأكد من وجود التهابات أو تآكل.

علاج النقرس

يشمل علاج النقرس جانبين:

الأول هو علاج النوبة الحادة، والتحكم الطويل الأمد في مستويات حمض اليوريك، فخلال أثناء النوبة الحادة يكون العلاج: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، الكولشيسين، الستيرويدات (الكورتيزون).

أما الثاني فهو الوقاية والتحكم على المدى الطويل ويكون باستخدام أدوية تخفّض إنتاج حمض اليوريك، أدوية تزيد من إخراج حمض اليوريك.

ولا بد اتباع نظام نمط حياة وقائي من النقرس من خلال: تجنّب الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل الكبد، اللحوم الحمراء، والأسماك الدهنية، الإكثار من شرب الماء للحفاظ على صحة الكلى وتعزيز التخلص من حمض اليوريك، تجنب المشروبات الكحولية والمشروبات المحلّاة بالفركتوز، ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي، مراقبة الأمراض المزمنة التي قد ترفع من مستوى حمض اليوريك.