التهاب الغدة الدرقية هو مصطلح عام يُستخدم لوصف أي حالة التهابية تصيب الغدة الدرقية، وهي غدة صماء تقع في مقدمة العنق وتنتج هرمونات تنظم عمليات الأيض والطاقة والنمو.

وعندما تلتهب الغدة الدرقية، قد تتعرض خلاياها للضرر، مما يؤثر على قدرتها في إنتاج الهرمونات بشكل طبيعي، وهذا قد يؤدي إلى: زيادة مؤقتة أو نقص في إنتاج الهرمونات، وتغير في حجم الغدة، أو حدوث أعراض سلبية تشمل أجهزة الجسم وتشمل القلب، والجهاز العصبي، والجلد، والشهية، والنشاط العقلي.

كيف يحدث التهاب الغدة الدرقية؟

عندما يحدث التهاب في الغدة الدرقية، فإن جهاز المناعة يهاجم خلايا الغدة، وتحدث سلسلة من التفاعلات تشمل: تسلل كريات الدم البيضاء إلى نسيج الغدة، وتلف الخلايا المفرزة للهرمونات، وتسرب الهرمونات المخزّنة إلى الدم ما يسبب فرط نشاط درقي مؤقت، وقد تعود الغدة إلى حالتها الطبيعية، أو تبقى متضررة بشكل دائم.

أنواع التهاب الغدة الدرقية

هناك أنواع متعددة لالتهاب الغدة الدرقية كما هو مُوضح بالجدول التالي:

النوع السبب الرئيسي المدة التأثير الهرموني

هاشيموتو مناعي ذاتي مزمن قصور دائم

تحت الحاد عدوى فيروسية مؤقت فرط ثم قصور مؤقت

صامت / ما بعد الولادة مناعي مؤقت مؤقت فرط ثم قصور

الحاد

عدوى بكتيرية نادرة مؤقت لا يؤثر دائمًا

الليفـي

نادر جدًا، مجهول السبب مزمن قصور في بعض الحالات

أعراض التهاب الغدة الدرقية

تبدأ الأعراض في صورة ألم أو انزعاج في الرقبة، وقد يشعر المريض بألم في الجزء الأمامي من الرقبة، وقد يمتد إلى الفك أو الأذنين، خصوصًا في الالتهاب تحت الحاد، والألم يزداد عند البلع أو عند تحريك الرأس، إلى جانب حدوث تغيرات في نشاط الغدة (فرط أو قصور):

ففي حالة فرط نشاط الغدة الدرقية المؤقت يحدث تسارع ضربات القلب، وفقدان الوزن غير المبرر، والقلق والعصبية، والتعرق الزائد، وارتجاف اليدين.

أما في حالة قصور الغدة الدرقية (خمول) يحدث: تعب مستمر، زيادة الوزن، جفاف الجلد، الاكتئاب أو ضعف التركيز، حساسية زائدة للبرد، وبطء في حركة الأمعاء (إمساك).

إلى جانب حدوث تورم في الرقبة (تضخم الغدة أو وجود كتلة)، قد يكون ملحوظًا عند النظر في المرآة أو عند لمس الرقبة.

وفي حالات متقدمة، قد يؤثر على البلع أو التنفس، أو حدوث الحمى أو أعراض تشبه الإنفلونزا (في الالتهاب الحاد)، وترافقها أعراض عامة مثل التعب والصداع وآلام العضلات.

كيفية تشخيص التهاب الغدة الدرقية؟

يعتمد التشخيص على الفحص السريري، وتحاليل الدم لقياس مستوى هرمونات الغدة والأجسام المضادة، والتصوير بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية، وأحيانًا يتم اللجوء إلى فحص اليود المشع.

ويُنصح بزيارة الطبيب في حالة وجود ألم مستمر في الرقبة، وظهور أعراض فرط أو قصور في نشاط الغدة، وتضخم في الرقبة، وحدوث تعب غير مفسر أو تغيرات مفاجئة في الوزن أو الحالة النفسية.

علاج التهاب الغدة الدرقية

يختلف العلاج باختلاف نوعية التهاب الغدة الدرقية، مثل التهاب الغدة الدرقية المناعي المزمن (هاشيموتو) يكون علاجه ليفوثيروكسين (Levothyroxine) لتعويض نقص هرمون الثيروكسين (T4)، بجرعة يحددها الطبيب حسب تحليل TSH.، والمتابعة الدورية: تحليل TSH كل 6-12 شهرًا.

أما التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد فيكون العلاج مسكنات الألم ومضادات الالتهاب (NSAIDs) مثل إيبوبروفين أو نابروكسين، والكورتيزون (Prednisone) في الحالات الشديدة لتقليل الالتهاب، وحاصرات بيتا (مثل بروبرانولول): لتخفيف أعراض فرط نشاط الغدة (مثل خفقان القلب والقلق).

بينما يكون علاج التهاب الغدة الدرقية الصامت ليفوثيروكسين مؤقتًا إذا حدث قصور درقي شديد.

ويتمثل علاج التهاب الغدة الدرقية الحاد في مضادات حيوية قوية حسب نوع البكتيريا، تصريف جراحي إذا وجد خراج.

في المقابل التهاب الغدة الدرقية الليفي يتطلب مزيج من: استخدام الكورتيزون، وأدوية تثبيط المناعة (مثل تاكروليموس أو الميثوتريكسات)، وأحيانًا الجراحة لتخفيف الضغط على القصبة الهوائية أو المريء.