ألم خلف الرأس هو شعور بالألم أو الضغط في مؤخرة الرأس أو الرقبة، يمكن أن يكون بسيطًا ومؤقتًا، أو شديدًا ومزعجًا، ويحدث بسبب عدة أسباب من بينها التوتر والإجهاد، أو الجلوس الخاطئ أو الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر أو الهاتف، أو ارتفاع ضغط الدم، أو مشاكل في فقرات الرقبة، في التقرير التالي نستعرض أهم مُسببات ألم خلف الرأس:
ارتفاع ضغط الدم
الضغط المرتفع يزيد من تدفق الدم إلى الرأس، مما قد يسبب تمدد الأوعية الدموية والشعور بضغط أو ألم في مؤخرة الرأس، خصوصًا في الصباح، ويتمركز في مؤخرة الرأس أو أعلى الرقبة، ويوصف بأنه نابض أو ضاغط، وقد يصاحبه دوخة، أو طنين في الأذن، أو ضبابية في الرؤية، أو خفقان القلب أو ضيق في التنفس.
ولا بد من مراجعة الطبيب فورا إذا كان الصداع مفاجئًا وشديدًا، ومصحوبًا بارتفاع كبير في الضغط (أكثر من 180/120)، مع أعراض مثل خدر، صعوبة في الكلام، تشوش الرؤية، أو ضعف في الأطراف (قد يشير لسكتة دماغية).
مشاكل في فقرات الرقبة
قد يحدث ألم في خلف الرأس عند حدوث خلل في فقرات الرقبة أو الأنسجة المحيطة بها مثل: الانزلاق الغضروفي العنقي، أو خشونة أو تآكل المفاصل، أو تيبّس أو شد عضلي، أو التهاب المفاصل أو الأعصاب، فإن هذه المشاكل قد تضغط على الأعصاب التي تمتد من الرقبة إلى مؤخرة الرأس، مما يسبب ما يُعرف بـ الصداع العنقي.
والألم يبدأ في الرقبة ويمتد إلى مؤخرة الرأس، وقد يكون عادة في جهة واحدة من الرأس، ويزداد مع حركة الرقبة أو الجلوس لفترات طويلة، ويصاحبه تيبّس الرقبة، ألم في الكتف أو أعلى الظهر، دوار خفيف أحيانًا.
ويمكن العلاج من خلال العلاج الطبيعي (تمارين تقوية وتمدد للرقبة والكتف)، والأدوية المسكنة ومضادات الالتهاب، والكمادات الدافئة أو الباردة، وفي الحالات المتقدمة العلاج بحقن موضعية.
الصداع التوتري
يحدث بسبب التوتر النفسي، أو الإجهاد البدني، أو الجلوس الخاطئ الذي يسبب تقلصًا مستمرًا في عضلات الرقبة ومؤخرة الرأس، مما يؤدي إلى إحساس بالألم أو الضغط في المنطقة الخلفية للرأس، غالبًا ما يكون ثنائي الجانب (على الجانبين)، يوصف كأنه "حزام مشدود" حول الرأس.
الصداع العنقودي
الصداع العنقودي هو نوع نادر وهو أشد أنواع الصداع ألمًا، ويأتي على شكل نوبات متكررة ومفاجئة، ويتركز عادة في جانب واحد من الرأس، خلف أو حول العين، وقد يمتد إلى مؤخرة الرأس، ومن أهم أعراضه ألم شديد جدًا يشبه طعنة أو حرق، ويحدث دائمًا تقريبًا في نفس الجهة من الرأس، يبدأ فجأة ويستمر من 15 دقيقة إلى 3 ساعات.
قد يتكرر عدة مرات يوميًا خلال فترة النوبة، ويصاحبه دموع واحمرار في العين، وانسداد أو سيلان الأنف، وتعرق في الوجه، وتدلي الجفن أو تورمه، وهناك بعض الأمور التي تزيد من حدته من بينها اضطرابات النوم، التغيرات الموسمية، أو استخدام بعض الأدوية.
الصداع الناتج عن الجهد أو التمارين
هو نوع من الصداع يحدث أثناء أو بعد مجهود بدني مثل التمارين الرياضية، أو الركض أو حمل الأوزان، أو السعال أو العطس الشديد، وحتى الضحك أو الانحناء المفاجئ، وتعود أسبابه إلى زيادة تدفق الدم إلى الرأس أثناء الجهد ترفع الضغط داخل الجمجمة، وارتفاع الضغط داخل الأوعية الدموية الدماغية يسبب ألمًا في الرأس.
في بعض الحالات، قد يكون الصداع علامة على مشكلة صحية أعمق مثل تمدد أو تشوه في الأوعية الدموية، أورام أو نزيف دماغي (نادر جدًا).
التهاب الأعصاب
هو حالة يحدث فيها تهيج أو التهاب في الأعصاب، مما يسبب ألمًا حادًا أو حارقًا في مناطق معينة من الجسم، ومنها منطقة خلف الرأس، ويكون في صورة ألم حاد يشبه الطعن أو الصدمة الكهربائية في مؤخرة الرأس والرقبة، ويبدأ من قاعدة الجمجمة، وقد يمتد إلى فروة الرأس وحتى خلف العين، ويكون الألم في جهة واحدة أو في الجانبين.
وتعود أسبابه إلى الضغط على العصب القذالي، مشاكل في فقرات الرقبة، التوتر المزمن أو وضعية الجلوس الخاطئة، السكري أو التهابات فيروسية ، ويتم تشخيصه من خلال الفحص السريري وتحسس المنطقة، ومعرفة تاريخ الألم، وأحيانًا تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد مشاكل العمود الفقري.