تعد الجلطة من الحالات الطبية الطارئة التي تستدعي التدخل الفوري، نظرًا لما قد تسببه من مضاعفات خطيرة تؤثر على الدماغ أو القلب أو الرئتين، وتكمن خطورة الجلطات في أن أعراضها قد تظهر بشكل مفاجئ وتختلف بحسب نوعها ومكان حدوثها، مما يجعل التعرف المبكر على العلامات التحذيرية خطوة حاسمة في إنقاذ حياة المريض.

كيف تحدث الجلطة؟

الجلطة هي عبارة عن كتلة صلبة من الدم داخل وعاء دموي (شريان أو وريد)، تحدث نتيجة تفاعل بين الصفائح الدموية وبروتينات التخثر في الدم، وفي بعض الأحيان، تتشكل الجلطة داخل الجسم دون وجود جرح، وتسد الطريق أمام تدفق الدم، مما يسب: نقص في الأوكسجين والمواد المغذية للأنسجة، وموت الخلايا في المنطقة المتأثرة، ومضاعفات حادة مثل السكتة الدماغية، أو الأزمة القلبية، أو الانسداد الرئوي.

أنواع الجلطات حسب مكان حدوثها:

النوع

مكان حدوثها

جلطة دماغية

انسداد في أحد شرايين الدماغ، يسبب سكتة دماغية

جلطة قلبية

انسداد في الشرايين التي تغذي القلب، وتسبب نوبة قلبية

جلطة وريدية عميقة

تحدث في الأوردة العميقة، غالبًا في الساق، وقد تنتقل إلى الرئة

جلطة رئوية

جلطة تسد شريانًا في الرئة وتُعد من الحالات الطارئة

أسباب حدوث الجلطة

من أهم مسببات الجلطة هي الضغط المرتفع سواء للجلطات الدماغية والقلبية، حيث يضعف جدران الأوعية الدموية ويزيد من فرصة تمزقها أو انسدادها، أو ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، حيث تتراكم الدهون في جدران الشرايين يؤدي إلى تصلبها وضيقها، وهذا يقلل تدفق الدم ويزيد من احتمالية تشكل الخثرات.

كذلك مرض السكري يزيد من فرص حدوث الجلطات، حيث يسبب تلفًا في الأوعية الدموية، ويزيد من خطر الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، كذلك التدخين يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، وهو ما يرفع ضغط الدم ويزيد من التصاق الصفائح الدموية، مما يسهل تكوين الجلطات.

ويعد قلة النشاط البدني والجلوس لفترات طويلة يبطئ من الدورة الدموية، خاصة في الساقين، ويزيد من خطر جلطات الأوردة العميقة، كذلك السمنة تؤثر على ضغط الدم وسكر الدم ومستوى الكوليسترول، ما يشكل عبئًا على القلب والدورة الدموية، إلى جانب العوامل الوراثية فبعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي لتكوين الجلطات، مع وجود تاريخ عائلي لجلطات سابقة مما يزيد من الخطورة.

الوقاية من الجلطات

هناك عددًا من التدابير والإجراءات الوقائية التي ينبغي اتخاذها للتقليل من خطر حدوث الجلطات من بينها مراقبة ضغط الدم حيث يجب فحصه بانتظام، وتناول الأدوية الموصوفة إذا كنت تعاني من ارتفاع الضغط، إلى جانب التحكم في نسبة السكر في الدم فمرض السكري يزيد من خطر الإصابة بالجلطات.

كذلك العمل على تقليل الكوليسترول والدهون وتجنب تناول الدهون المشبعة والوجبات السريعة، والاكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة، مع ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا، 5 أيام في الأسبوع على الأقل، حيث أن المشي يحسن الدورة الدموية ويقلل من خطر التجلط.

مع ضرورة الإقلاع عن التدخين، إذ انه يضر الأوعية الدموية ويزيد من تجلط الدم، مع شرب كميات كافية من الماء فالجفاف يزيد من كثافة الدم ويزيد خطر التجلط.

علاج الجلطات

يختلف علاج الجلطة حسب نوعها (دماغية، قلبية، رئوية، أو وريدية)، ووقت اكتشافها، وحالة المريض، كما سنوضح بالجدول التالي:

علاج الجلطة الدماغية

علاج الجلطة القلبية

علاج الجلطة الوريدية العميقة

علاج الجلطة الرئوية

  • أدوية مذيبة للجلطة (مثل "tPA"):

  • تذيب الخثرة وتعيد تدفق الدم للدماغ.

  • يجب إعطاؤها بسرعة، لذلك الوصول السريع للمستشفى مهم جدًا.

  • قسطرة قلبية: لإزالة أو فتح الشريان المسدود ووضع دعامة (stent).

  • أدوية مذيبة للجلطة: إذا لم تكن القسطرة متوفرة فورًا.

  • أدوية لتخفيف الجلطات: مثل الأسبرين، الهيبارين.

  • مميعات الدم (مثل الهيبارين، الوارفارين، أو أدوية حديثة مثل "إليكويس" أو "زاريلتو").

  • الرباط الضاغط على الساق لتحسين الدورة الدموية.

  • الراحة النسبية في البداية، ثم الحركة المعتدلة لتجنب المضاعفات.

  • في حالات شديدة: تركيب فلتر في الوريد الأجوف السفلي لمنع انتقال الجلطة إلى الرئة.

أدوية مميعة للدم: لإذابة الجلطة تدريجيًا.

مذيبات قوية: في الحالات الشديدة لإنقاذ الحياة.

مراقبة التنفس والأوكسجين، وربما الحاجة إلى العناية المركزة.

في بعض الحالات، تدخل جراحي لإزالة الجلطة.