التهاب الكبد هو حالة مرضية تُشير إلى التهاب في أنسجة الكبد، وينتج هذا الالتهاب عن تفاعل الجهاز المناعي مع مواد مُحددة أو مع عدوى تؤثر على خلايا الكبد.
وهو ليس مرضًا واحدًا بل مجموعة من الحالات التي تختلف في الأسباب، الشدة، ومدة الإصابة، ويمكن أن يكون حادا ويظهر فجأة أو مزمنا.
ما هي وظائف الكبد؟
الكبد عضو حيوي يؤدي أكثر من 500 وظيفة مهمة، منها إزالة السموم من الجسم، إنتاج العصارة الصفراوية لهضم الدهون، وتخزين الفيتامينات والمعادن، تنظيم السكر في الدم، تصنيع البروتينات الضرورية لتجلط الدم، وأي خلل في الكبد يؤثر على هذه الوظائف، لذلك فإن التهاب الكبد، إذا لم يُعالج، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة منها: حدوث تليف الكبد، أو الاستسقاء البطني، أو الاعتلال الدماغي الكبدي، السرطان الكبدي.
أنواع التهاب الكبد الفيروسي
تتعدد أنواع الالتهاب الكبدي حسب الإصابة كما سنوضح بالجدول التالي:
النوع | طريقة الانتقال | تطور الحالة |
A | ماء/غذاء ملوث | حاد فقط – يشفى غالبًا |
B | دم، علاقات جنسية | قد يصبح مزمنًا |
C | دم | غالبًا مزمن |
E | ماء ملوث | حاد– خطر على الحوامل |
أسباب التهاب الكبد
تعتبر العدوى الفيروسية من أهم مسببات التهاب الكبد، حيث إن التهاب الكبد A ينتقل عبر الطعام والماء الملوث.
أما التهاب الكبد B وC (ينتقلان عبر الدم أو العلاقات الجنسية).
كذلك يمكن أن يهاجم الجهاز المناعي خلايا الكبد خطأً كما في التهاب الكبد المناعي الذاتي.
كما يمكن حدوث التهاب كبدي نتيجة الأدوية والسموم مثل الباراسيتامول (بجرعات عالية) أو الأدوية الكيماوية يمكن أن تسبب التهابات كبدية، أو شرب الكحول فالاستخدام المزمن للكحول يؤدي إلى التهاب كبد كحولي، وأمراض وراثية أو أيضية مثل داء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis) أو مرض ويلسون.
أعراض التهاب الكبد
يأتي في مقدمة أعراض التهاب الكبد حدوث اصفرار الجلد وبياض العينين، حيث يحدث بسبب تراكم البيليروبين في الدم نتيجة ضعف الكبد.
شعور دائم بالإرهاق حتى دون مجهود بدني.
انخفاض الرغبة في تناول الطعام وقد يؤدي إلى فقدان الوزن.
الغثيان والقيء.
ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن ناتج عن تضخم أو التهاب الكبد.
البول الداكن اللون يميل إلى اللون البني أو الكولا.
البراز الفاتح اللون أو الرمادي.
أما أعراض التهاب الكبد الحاد فقد تشبه في البداية أعراض الإنفلونزا، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وصداع وآلام عضلية، وفقدان الشهية، واضطرابات هضمية، ثم تظهر الأعراض الأكثر تخصصًا مثل: اليرقان، ألم البطن، البول الداكن.
بينما أعراض التهاب الكبد المزمن تتمثل في تعب دائم وغير مبرر، آلام متكررة في البطن، حدوث نزيف أو كدمات بسهولة، تورم في البطن (استسقاء)، تشوش ذهني أو صعوبة في التركيز (علامة على الاعتلال الدماغي الكبدي)، حكة شديدة، احمرار في راحة اليد، تضخم الكبد أو الطحال.
وهناك أعراض أخرى ترتبط بأنواع معينة كما سنوضح بالجدول التالي:
التهاب الكبد A وE | التهاب الكبد B وC | التهاب الكبد الكحولي | التهاب الكبد المناعي الذاتي |
|
|
|
|
علاج التهاب الكبد
لا يوجد علاج موحّد لالتهاب الكبد، لأن العلاج يعتمد على: نوع التهاب الكبد، وحدة الحالة، ومدى تأثير المرض على وظائف الكبد، فيمكن أن يكون العلاج كالتالي:
بالنسبة لالتهاب الكبد A و Eلا يحتاج عادة إلى علاج دوائي محدد، والتركيز يكون على الراحة، التغذية الجيدة، وشرب السوائل، أما التهاب الكبد B غالبًا لا تحتاج لعلاج مضاد فيروسات، ويتم مراقبة وظائف الكبد ودعم الجسم بالأدوية العرضية، أما الحالات المزمنة تحتاج إلى علاج طويل الأمد لمنع تليف الكبد وسرطان الكبد
بينما التهاب الكبد C فيمكن علاجه نهائيًا في معظم الحالات، ويُستخدم ما يُعرف بـ"العلاج المضاد للفيروسات مباشر المفعول"، ونسبة الشفاء تتجاوز 95% إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا واتباع العلاج بشكل صحيح، أما التهاب الكبد Dالعلاج صعب ومحدود، لكن يُستخدم بيغ إنترفيرون ألفا، وتحت الدراسة حاليًا أدوية جديدة مثل بيفيرسفيربت.
أما علاج التهاب الكبد الكحولي يجب الإقلاع الفوري عن الكحول هو أهم خطوة على الإطلاق، العلاج يشمل أدوية مضادة للالتهاب (مثل الكورتيزون)، الدعم الغذائي والفيتامينات خاصة فيتامين B1، متابعة وظائف الكبد بشكل دوري، في الحالات المتقدمة: زراعة كبد.