تعمل الغدد اللمفاوية في الرقبة كمراكز ترشيح لمسببات الأمراض والخلايا غير الطبيعية، وعند انتفاخها، فإنها تشير عادة إلى نشاط مناعي في المنطقة، فالغدد اللمفاوية هي جزء من جهاز المناعة، وتعمل على مكافحة العدوى.

عندما تنتفخ، فهذا يعني أن الجسم يواجه مشكلة مثل عدوى أو التهاب، في التقرير التالي نركز على أسباب انتفاخها.

أسباب انتفاخ الغدد الليمفاوية

تتعدد أسباب انتفاخ الغدة الليمفاوية في الرقبة، فقد تكون الأسباب كالتالي:

العدوى الفيروسية وانتفاخ الغدد الليمفاوية

فقد تعود الأسباب تعود إلى فيروسات مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، فيروس إبشتاين-بار، يُرافقه تعب شديد، واحتقان، وانتفاخ واضح في الرقبة، أو فيروس نقص المناعة البشرية، يظهر على شكل تضخم مزمن وغير مؤلم في الغدد.

وغالبًا يكون التضخم فيروسيًا إذا كان ثنائيًا، طريًا، ومؤلمًا قليلاً، ويصاحبه أعراض عامة كالحمى والسعال.

أهمها داء خدش القطة أو عدوى فيروسية.. أسباب انتفاخ الغدد اللمفاوية في الرقبة
play icon

العدوى البكتيرية وانتفاخ الغدد الليمفاوية

في مقدمتها حدوث التهاب الحلق العقدي، وينتج عنه تضخم مؤلم في الغدد تحت الفك، أو خُراج اللوزتين أو الأسنان، والذي يسبب انتفاخًا شديدًا وألمًا موضعيًا مع احمرار وحرارة.

في المقابل يمكن أن يحدث نتيجة داء خدش القطة، تسببه بكتيريا، يسبب تضخم أحادي الجانب للغدة بعد خدش أو عضة قطة، ويمكن علاج معظم هذه الحالات بالمضادات الحيوية المناسبة.

العدوى الفطرية أو الطفيلية وانتفاخ الغدد الليمفاوية

تعتبر أقل شيوعًا ولكن يمكن حدوثها، خاصة لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وتظهر في صورة داء المقوسات، وينتقل عن طريق تناول لحم غير مطبوخ جيدًا أو التعامل مع براز القطط، أو حدوث عدوى فطرية جهازية مثلHistoplasmosis أو Coccidioidomycosis في المناطق الاستوائية.

الأمراض المزمنة وانتفاخ الغدد الليمفاوية

وقد تنتفخ الغدة الليمفاوية عند أصحاب الأمراض المناعية الذاتية، مثل الذئبة الحمراء أو التهاب المفاصل الروماتويدي، هذه الأمراض تسبب تحفيزًا مزمنًا للجهاز المناعي، ما يؤدي إلى تضخم مزمن في الغدد، خاصة في الرقبة والمناطق الأخرى، وغالبًا ما يصاحبها أعراض أخرى مثل ألم المفاصل، الطفح الجلدي، أو التعب المزمن.

أهمها داء خدش القطة أو عدوى فيروسية.. أسباب انتفاخ الغدد اللمفاوية في الرقبة
play icon

السرطان وانتفاخ الغدد الليمفاوية

في مقدمتها سرطانات الجهاز اللمفاوي، تتميز بتضخم غير مؤلم وصلب في الغدد، وقد يصاحبه تعرّق ليلي، فقدان وزن، أو حمى، أو السرطان المنتشر حيث تنتقل خلايا سرطانية من أماكن أخرى (مثل الثدي، الرئة، الرأس، أو العنق) إلى العقد اللمفاوية في الرقبة، وتُكتشف غالبًا عند وجود كتلة صلبة وثابتة لا تزول.

كيفية تشخيص انتفاخ الغدد الليمفاوية

يتم تشخيص انتفاخ الغدد الليمفاوية من خلال الفحص السريري، وتحليل الدم، وتصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية، في بعض الحالات، قد يتم أخذ خزعة من الغدة.

يجب اللجوء إلى طبيب في حال استمرار انتفاخ الغدة لأكثر من أسبوعين دون تحسن، وجود ألم شديد أو احمرار فوق الغدة، الحمى أو التعرق الليلي، فقدان الوزن غير المبرر، صعوبة في البلع أو التنفس.

وتختلف التشخيصات حسب أسباب تورم الغدة كالتالي:

السبب

مظاهر حدوثه

عدوى فيروسية

تضخم طري، مؤلم، مع أعراض برد

عدوى بكتيرية

تضخم أحمر، مؤلم، غالبًا أحادي الجانب

أمراض مناعية

تضخم مع أعراض جهازية (مفاصل، طفح...)

سرطان منتشر

تضخم ثابت وصلب، مع تاريخ ورم آخر

علاج انتفاخ الغدد الليمفاوية

في حال العدوى الفيروسية لا تحتاج إلى علاج فقط يحتاج المريض إلى الراحة التامة، والإكثار من السوائل، ومسكنات خفيفة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم أو الحمى.

أما العدوى البكتيرية فيتم وصف مضاد حيوي مناسب حسب نوع البكتيريا، وقد يُوصى بتفريغ الخُراج إن وُجد، واستخدام أدوية مضادة للفطريات (Antifungals)، في حال السل الليمفاوي يتطلب علاج طويل من 6 إلى 9 أشهر باستخدام أدوية مضادة للسل.

بينما في حالة الأمراض المناعية الذاتية (مثل الذئبة أو التهاب المفاصل)، يتم علاج المرض الأساسي باستخدام أدوية كابتة للمناعة، كورتيزون في بعض الحالات، المتابعة مع طبيب مختص في الروماتيزم.