التهاب العصب السابع هي حالة تؤثر على عصب في الوجه يُسمى "العصب السابع"، وتؤدي إلى ضعف أو شلل مفاجئ في عضلات جانب واحد من الوجه.

هذا الالتهاب يظهر فجأة، وقد يلاحظ المصاب صعوبة في الابتسام أو إغلاق العين على الجانب المصاب. وغالبًا ما يكون السبب التهابًا فيروسيًا، ومعظم الناس يشفون منه خلال أسابيع قليلة.

ما هو دور العصب السابع؟

العصب السابع مسؤول عن حركة عضلات الوجه (كالابتسام، ورفع الحاجبين، وإغلاق العينين)، والتحكم في الغدد الدمعية واللعابية، والإحساس بالتذوق في الثلثين الأماميين من اللسان، تحفيز عضلة الركاب داخل الأذن الوسطى للمساعدة في تعديل شدة الصوت.

عند إصابة العصب السابع بالالتهاب، تظهر الأعراض بشكل مفاجئ، وغالبًا ما يظن المصاب أنه يعاني من سكتة دماغية، لكن الفارق أن السكتة تصيب أكثر من جزء من الجسم، بينما التهاب العصب السابع يصيب الوجه فقط في الغالب.

أسباب التهاب العصب السابع

تُعتبر العدوى الفيروسية أبرز المسببات، حيث تؤدي الفيروسات إلى التهاب وتورم في العصب، من أشهر الفيروسات المرتبطة بالحالة: فيروس الهربس البسيط، فيروس الهربس النطاقي، فيروس الإنفلونزا، فيروس كوكساكي، فيروس كورونا (في حالات نادرة).

إلى جانب التعرض لتيار هواء بارد على الوجه، خاصة أثناء النوم أو بعد الاستحمام، قد يؤدي إلى تهيّج العصب الوجهي والتهابه. وهذا شائع في مناطق ذات طقس بارد.

كذلك التوتر والضغط النفسي قد يضعفان جهاز المناعة، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للفيروسات، وبالتالي لالتهاب العصب السابع.

كذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، مثل مرضى السكري، أو الحوامل، أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، يكونون أكثر عرضة للإصابة.

كما أن إصابات أو التهابات الأذن أو الوجه قد تؤدي لالتهاب العصب السابع، بسبب حدوث التهاب الأذن الوسطى أو التهابات في المنطقة القريبة من العصب قد تسبّب تهيّجه أو تضغط عليه.

أعراض التهاب العصب السابع

تظهر أعراض التهاب العصب السابع بشكل مفاجئ، ويكون في مقدمة الأعراض:

ضعف أو شلل في نصف الوجه.

صعوبة في تحريك عضلات الوجه مثل الابتسام أو رفع الحاجب.

عدم القدرة على إغلاق العين بالكامل في الجهة المصابة.

إلى جانب حدوث تغيرات في العين والفم، تتمثل في جفاف العين بسبب ضعف إغلاق الجفن، دموع زائدة أو نقص في الدموع، سيلان اللعاب من جانب الفم المصاب، صعوبة في المضغ أو التحدث بوضوح، كذلك تغيرات في التذوق، فقدان أو ضعف حاسة التذوق في الجزء الأمامي من اللسان (نفس جانب الشلل).

بالإضافة إلى حدوث ألم خفيف إلى متوسط خلف الأذن مباشرة، وقد يظهر قبل ظهور الشلل، وحساسية زائدة تجاه الأصوات، ففي بعض الحالات يشعر المصاب بأن الأصوات العادية عالية جدًا أو مزعجة، بسبب تأثر عضلة الركاب في الأذن الوسطى.

يسبب شلل نصف الوجه.. ما هو التهاب العصب السابع؟
play icon
التهاب العصب السابع

مخاطر التهاب العصب السابع

هناك عدة مضاعفات قد تحدث نتيجة التهاب العصب السابع، من بينها قد تصاب العين بجفاف مفرط، أو التهاب القرنية، أو خدوش أو تقرحات في سطح العين وقد تظهر حركات لاإرادية مثل غلق العين عند الابتسام، أو تحرك زاوية الفم عند رمش العين.

فقدان دائم لحاسة التذوق الجزئي، قد يستمر ضعف التذوق في جزء من اللسان، ورغم أن معظم الحالات تتحسن خلال أسابيع، لكن بعض الأشخاص قد يعانون من تأخر في التعافي أو عدم رجوع عضلات الوجه لوضعها الطبيعي بالكامل.

ما هي الفروق بين التهاب العصب السابع والسكتة الدماغية

وجه المقارنة

التهاب العصب السابع

السكتة الدماغية

بداية الأعراض

مفاجئة، عادة خلال ساعات

مفاجئة جدًا، خلال ثوانٍ إلى دقائق

موضع الشلل

في نصف الوجه بالكامل

في الجزء السفلي من الوجه فقط غالبًا، مع تأثر أجزاء أخرى من الجسم

القدرة على رفع الحاجب

غير ممكن (شلل في الجبهة والحاجب)

تبقى القدرة على رفع الحاجب موجودة غالبًا

حركة العين

عدم القدرة على إغلاق العين المصابة

العين تُغلق بشكل طبيعي

حاسة التذوق

قد تتأثر في نفس جانب الشلل

عادة لا تتأثر

علاج التهاب العصب السابع

عادة ما يتم العلاج الدوائي من خلال استخدام الكورتيزون فهو العلاج الرئيسي والأكثر فعالية، يقلل من التورم والضغط على العصب، إلى جانب مضادات الفيروسات، تُستخدم إذا اشتُبه بوجود عدوى فيروسية مثل الهربس، غالبًا ما تُعطى مع الكورتيزون.

كذلك الرعاية المنزلية بدءًا بحماية العين، فإذا لم تُغلق العين جيدًا، يجب حمايتها لتجنب الجفاف والتقرحات، من خلال استخدام قطرات مرطبة للعين (دموع صناعية) نهارًا، واستخدام مرهم للعين أثناء النوم، ووضع غطاء واقٍ للعين ليلًا أو ارتداء نظارات شمسية نهارًا.

إلى جانب تمارين الوجه والعلاج الطبيعي، من خلال تمارين لتحفيز عضلات الوجه مثل محاولة الابتسام، رفع الحاجب، أو نفخ الخد، أو العلاج الطبيعي (الفيزيائي) بإشراف مختص، يساعد في استعادة الحركة وتنسيق العضلات، العلاج الكهربائي (في بعض الحالات) لتحفيز الأعصاب.