رائحة البول الكريهة تعني أن للبول رائحة قوية أو غير معتادة. وغالبًا ما يكون السبب بسيطًا، مثل قلة شرب الماء أو تناول بعض الأطعمة، لكن أحيانًا قد تشير إلى وجود مشكلة صحية، مثل التهاب في المسالك البولية أو ارتفاع السكر في الدم.

أسباب رائحة البول الكريهة

تتعدد الأسباب من مريض لآخر، إذ إن تغير الرائحة قد يحدث لأسباب متعددة تتعلق بالغذاء، مستوى الترطيب، الأدوية، أو الحالة الصحية العامة، وغيرها كما سنوضح.

الجفاف الشديد ورائحة البول الكريهة

في هذه الحالة يقل حجم البول ويزداد تركيز الأمونيا ومركبات الكبريت، وارتفاع تركيز الفضلات مثل اليوريا يؤدي إلى رائحة قوية تشبه "المبيض أو المنظف"، وفي الحالات الشديدة، يلاحظ أيضًا خلل في الشوارد (مثل الصوديوم والكلور)، وهو ما يشير إلى بول مركز جدًا بسبب الجفاف.

العدوى البولية ورائحة البول الكريهة

السبب الأساسي في العدوى البولية يتمثل في نمو البكتيريا، خصوصًا E. coli، يؤدي إلى إفراز النيتريت نتيجة تحويل النترات، وإنتاج مركبات كريهة، وتكون التحاليل في هذه الحالة يظهر فحص البول كريات دم بيضاء (WBC)، نيتريت، وصديد، أو مزرعة بول تحدد نوع البكتيريا والمضاد المناسب.

ما هي أسباب رائحة البول الكريهة؟ ومتى نلجأ للطبيب؟
play icon

كيتون يوريا ورائحة البول الكريهة

كيتون يوريا هو مرض وراثي ناتج عن نقص إنزيم معين يؤدي إلى تراكم فينيل ألانين وتحوله إلى مركبات سامة مثل فينيل أستيك أسيد، التي تُطرح في البول وتسبب رائحة تشبه "العفن أو الفأر الميت".

متلازمة رائحة السمك ورائحة البول الكريهة

متلازمة رائحة السمك هي خلل في تكسير مادة Trimethylamine (TMA)، التي تأتي من هضم الكولين واللحم والأسماك، تتراكم هذه المادة ذات الرائحة النفاذة وتُفرز في البول والعرق والنفس، وتتطلب اختبارًا خاصًا يُقيس تركيز TMA في البول.

أمراض الكبد والكلى المتقدمة ورائحة البول الكريهة

في أمراض الكبد، تتراكم مركبات الكبريت والأحماض الأمينية غير المعالجة، أما في أمراض الكلى، فيتراكم الكرياتينين واليوريا ومركبات سامة أخرى، ما يعطي رائحة كريهة تشبه الأمونيا أو السمك.

ومن أهم مظاهرها تورم، إرهاق، فقدان شهية، وتغير لون الجلد (اصفرار في حالة الكبد).

النظام الغذائي ورائحة البول الكريهة

تزيد الرائحة الكريهة في حال الاكثار من الأطعمة التي تحتوي على مركبات الكبريت العضوية (مثل الهليون، القرنبيط، الملفوف) تُنتج مركبات معينة، والجهاز الهضمي يحلل هذه المركبات وتُمتص إلى الدم، ثم تُفرز في البول، ما يسبب الرائحة.

كذلك البكتيريا النافعة في الأمعاء يمكن أن تؤثر على عملية تكسير هذه المركبات وبالتالي على رائحة البول.

العوامل الهرمونية ورائحة البول الكريهة

في الحمل تحدث زيادة حساسية الأنف مع تغيرات هرمونية تؤثر على الكبد والكلى وتؤدي إلى تغير ملحوظ في رائحة البول، كما أن الإباضة أو الدورة الشهرية وغيرها من التغيرات الهرمونية تؤثر على مكونات البول أحيانًا.

الأدوية والمواد الكيميائية ورائحة البول الكريهة

بعض الأدوية تتحلل إلى مواد تُفرز مع البول وتُسبب تغيرًا في الرائحة، كما سنوضح بالجدول التالي:

المادة

نوع الرائحة

فيتامين B6

رائحة لاذعة أو قوية

الأسبرين

حمضية أو تشبه الخل

مضاد حيوي (ميترونيدازول)

معدنية أو تشبه المطاط

بعض الأعشاب والمكملات

كبريتية أو نباتية نفاذة

متى تكون رائحة البول الكريهة شيئًا خطيرًا؟

إذا استمرت لأكثر من 3 أيام دون سبب واضح، لأن ذلك قد يشير لاحتمال وجود عدوى أو خلل أيضي، أو إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل ألم أو حرقان عند التبول، ارتفاع في درجة الحرارة (حمى)، فقد يكون مؤشرًا على أن العدوى قد وصلت إلى الكلى.

أو ظهور دم في البول (بول أحمر أو بني) قد يشير إلى عدوى شديدة، حصى في الكلى أو المثانة، مشكلة في الكلى مثل التهاب الكبيبات.

علاج رائحة البول الكريهة

في حال الجفاف العلاج يُنصح بزيادة شرب الماء (2–3 لتر يوميًا)، لتخفيف تركيز البول وتقليل نسبة الأمونيا، وبذلك يصبح لون البول الفاتح (أصفر شفاف) دليلًا على ترطيب جيد، إلى جانب تجنّب أو تقليل تناول الأطعمة المسببة عند ملاحظة تأثيرها.

إضافة إلى تقليل بعض الأدوية والمكملات الغذائية، كذلك علاج رائحة البول الناتجة عن مشاكل صحية مثل عدوى المسالك البولية، ويُنصح بشرب الماء بكثرة للمساعدة في التخلص من البكتيريا.

وفي حال مشاكل الكلى أو الكبد يكون من خلال علاج السبب الأساسي (مثل التهاب الكبد، الفشل الكلوي)، وفي حالات القصور الشديد قد يتطلب الغسيل الكلوي أو نقل دم.