يعد التهاب اللسان من المشكلات الشائعة التي قد تسبب انزعاجًا كبيرًا، خاصة عند تناول الطعام أو التحدث، وتتعدد أسبابه ما بين عدوى بكتيرية أو فطرية، أو نقص في بعض الفيتامينات والمعادن، أو نتيجة للحساسية أو التهيج الناتج عن بعض الأطعمة أو المنتجات.
ورغم أن الأعراض قد تكون مزعجة، إلا أن علاج التهاب اللسان غالبًا ما يكون بسيطًا وفعالًا، خاصة عند تحديد السبب الرئيسي بدقة واتباع الإرشادات الصحية المناسبة.
أسباب التهاب اللسان
قد تعود أسباب التهاب اللسان إلى نقص الفيتامينات والمعادن، مثل نقص فيتامين B12، الحديد، أو حمض الفوليك، أو العدوى فطرية (مثل المبيضات)، فيروسية (مثل الهربس)، أو بكتيرية، أو رد فعل تحسسي تجاه معجون الأسنان، الأدوية، أو بعض أنواع الطعام.
كذلك قد تكون الأسباب متعلقة بالإصابات أو الحروق مثل تناول طعام ساخن جدًا أو عض اللسان عن طريق الخطأ، أو حدوث أمراض جهازية مثل داء السكري، وفقر الدم، أو اضطرابات الغدة الدرقية، جفاف الفم المزمن، إما بسبب الأدوية أو الحالات الصحية المزمنة.
كيفية تشخيص التهاب اللسان
يتم التشخيص بعدة وسائل من بينها الفحص السريري من خلال ملاحظة مظهر اللسان (لون، حجم، وجود تشققات أو تقرحات)، وتقييم الأعراض المرافقة مثل ألم، صعوبة بلع، إحساس بالحرقان.
كذلك يتم مراجعة التاريخ الطبي، من خلال مراجعة الأدوية المستخدمة، والأمراض المزمنة (مثل السكري أو اضطرابات المناعة)، والنظام الغذائي وحالة التغذية.
ويتم عمل فحوصات مخبرية مثل تحليل الدم للكشف عن نقص فيتامين B12 أو الحديد أو حمض الفوليك، أو فقر الدم، أو زرع ميكروبي أو مسحة لفحص العدوى الفطرية أو البكتيرية أو الفيروسية.
متى يكون التهاب اللسان خطيرًا؟
يكون الالتهاب خطيرًا إذا تسبب في صعوبة في التنفس أو البلع، فتورم اللسان الشديد قد يعيق مجرى التنفس أو البلع، أو إذا كان ناتجًا عن عدوى خطيرة، فبعض العدوى البكتيرية أو الفيروسية قد تنتشر من اللسان إلى مناطق أخرى (مثل الحلق أو الدم).
وإذا استمر الالتهاب لفترة طويلة دون تحسن، فقد يكون علامة على سرطان الفم أو اللسان (خاصة عند وجود تقرحات لا تلتئم)، أو أمراض مناعية مزمنة مثل الذئبة أو متلازمة شوغرن، أو نقص مزمن في التغذية أو أمراض الدم.
ويتم اللجوء للطبيب في حال استمر الالتهاب لأكثر من أسبوعين، أو إذا كان مصحوبًا بألم شديد أو صعوبة في البلع أو التنفس، إذا ظهرت تقرحات كبيرة أو علامات عدوى مثل الحمى.
علاج التهاب اللسان
في حال العدوى الفطرية يتم استخدام مضادات فطريات موضعية مثل نيستاتين (Nystatin) غسول فموي، وميكونازول جل، في الحالات الشديدة: فلوكونازول، أما العدوى البكتيرية فيكون العلاج عبارة عن مضادات حيوية مثل الأموكسيسيلين أو الكليندامايسين حسب شدة العدوى.
بينما العدوى الفيروسية (مثل الهربس) فيكون العلاج هو أسيكلوفير (Acyclovir) أقراص أو كريم مضاد فيروسات، ومسكنات لتخفيف الألم، كذلك في حال نقص الفيتامينات والمعادن، فيكون العلاج هو مكملات فيتامين B12، الحديد، أو حمض الفوليك، اتباع نظام غذائي غني بالبروتين والخضار الورقية والفاكهة.
كما أن في حالة التحسس أو التهيج يكون العلاج هو تجنب مسببات التحسس (معجون أسنان معين، دواء، أطعمة حارّة)، أو مضادات هيستامين فموية، واستخدام معجون أسنان لطيف وغسول فم خالٍ من الكحول.