يعتبر جفاف العين من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على راحة وحيوية العينين، حيث ينتج عن نقص في إنتاج الدموع أو تدهور في جودتها.

وقد يؤدي هذا الجفاف إلى الشعور بالاحمرار، والحكة، والحرقان، وأحيانًا تدهور الرؤية، مما يؤثر على جودة الحياة اليومية، وفهم أسباب الجفاف وطرق العلاج يساهم في الوقاية من المضاعفات وتحسين راحة العينين بشكل ملحوظ.

وظائف الدموع في العين

تعمل الدموع على ترطيب العين، تبقي سطح العين رطبًا وناعمًا، مما يمنع الجفاف ويخفف الشعور بالاحتكاك، بجانب أنها تعمل على تنظيف العين فهي تزيل الغبار، والأجسام الغريبة، وخلايا الجلد الميتة من سطح العين، كما أن لها دور في مقاومة الجراثيم.

كما تعمل الدموع على تغذية القرنية، حيث توفر الأوكسجين وبعض المواد الغذائية الضرورية للقرنية (الطبقة الشفافة في مقدمة العين)، التي لا تحتوي على أوعية دموية، بجانب العمل على تحسين الرؤية، حيث تشكل طبقة شفافة ومنتظمة على سطح العين، ما يساعد على وضوح الرؤية.

ما أسباب جفاف العين وكيف يمكن علاجه بفعالية؟
play icon

أسباب جفاف العين

مع التقدم في السن، تقل قدرة الغدد الدمعية على إنتاج الدموع، وهو شائع جدًا بعد سن الأربعين، خاصة لدى النساء بعد انقطاع الطمث، كذلك قد تعود الأسباب إلى الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل متلازمة شوغرن، والذئبة الحمراء، والتهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تؤثر هذه الأمراض على الغدد المنتجة للدموع وتقلل إفرازها.

كما أن تناول أدوية معينة قد يؤدي إلى جفاف العين مثل مضادات الهيستامين (للحساسية)، ومضادات الاكتئاب، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، ومدرات البول، إذ تؤثر هذه الأدوية على إفراز السوائل في الجسم، بما في ذلك الدموع.

كذلك فإن الاستخدام المفرط للشاشات يؤدي لجفاف العين، بسبب النظر المستمر إلى الكمبيوتر أو الهاتف يقلل عدد مرات الرمش، ما يؤدي إلى تبخر الدموع بسرعة.

أعراض جفاف العين

الإحساس بالحرقان أو الحرقة، وهو شعور مزعج يشبه وجود حرارة داخل العين، أو الإحساس بوجود جسم غريب (رمل أو تراب)، فكثير من المرضى يصفون شعورًا وكأن هناك "شيئًا في العين"، أو احمرار العين، نتيجة لتهيّج سطح العين بسبب نقص الترطيب.

حدوث تشوش مؤقت في الرؤية، خاصة عند القراءة أو استخدام الهاتف أو الكمبيوتر لفترة طويلة، وغالبًا ما تتحسن الرؤية بعد الرمش، وزيادة في إفراز الدموع أحيانًا، فالعين أحيانًا تفرز دموعًا زائدة كرد فعل للجفاف، إلا أن هذه

ما أسباب جفاف العين وكيف يمكن علاجه بفعالية؟
play icon

الدموع لا تكون فعّالة في الترطيب.

قد تتمثل الأعراض في حساسية زائدة للضوء، حيث يشعر المريض بعدم الراحة عند التعرض للضوء الساطع، وصعوبة في ارتداء العدسات اللاصقة، فالعدسات تصبح غير مريحة وتسبب حكة أو إحساس بالجفاف السريع، أو حدوث ثقل في الجفون، خاصة في نهاية اليوم، بسبب الجهد الذي تبذله العين للبقاء مرطبة.

علاج جفاف العين

قد يتمثل العلاج في استخدام الدموع الاصطناعية (القطرات المرطبة)، وتستخدم لترطيب العين وتخفيف الشعور بالجفاف، وهي متوفرة بدون وصفة طبية، إلى جانب المراهم والجل الليلي، وتستخدم قبل النوم لترطيب يدوم طوال الليل، قوامها أثقل، وقد تسبب غباشة مؤقتة في الرؤية.

كذلك قد يكون العلاج متمثل في العلاجات الدوائية مثل قطرات مضادة للالتهاب مثل السيكلوسبورين، فهي تقلل الالتهاب وتزيد من إنتاج الدموع، أو قطرات الكورتيزون وتستخدم لفترة قصيرة لتخفيف الالتهاب الحاد، ولكن يجب استخدامها بحذر لتجنب المضاعفات.

وهناك إجراءات طبية أخرى مثل سدادات القنوات الدمعية، وتوضع داخل القنوات التي تصرف الدموع لمنع فقدانها بسرعة، وتزيد من بقاء الدموع الطبيعية على سطح العين.

وقد يكون العلاج بالحرارة أو النبضات فعالا حيث يُستخدم لفتح الغدد الدهنية في الجفن مثل جهاز LipiFlow، حيث يحسن من جودة طبقة الدهون التي تمنع تبخر الدموع.