تعد اللحمية من الحالات الطبية التي تتطلب اهتمامًا خاصًا نظرًا لتأثيرها على الجهاز التنفسي، حيث تظهر على شكل زوائد نسيجية في بطانة الأنف أو الجيوب الأنفية، وتسبب انسدادًا وصعوبة في التنفس.
ويتنوع علاج اللحمية بين الطرق الدوائية والجراحية، حسب حجم وموقع هذه الزوائد ومدى تأثيرها على الأعراض، مع أهمية متابعة الحالة بشكل دوري لتجنب عودة النمو أو المضاعفات المحتملة.
دور اللحمية
تعمل اللحمية كخط الدفاع الأول ضد الجراثيم التي تدخل عبر الأنف أو الفم، وتحتوي على خلايا مناعية (خلايا لمفاوية) تقوم بالتعرف على الميكروبات ومهاجمتها.
كذلك فإن اللحمية بمثابة داعم للجهاز المناعي في الطفولة، حيث تساعد الطفل على بناء مناعة أقوى من خلال التعرف على مسببات الأمراض، ودورها يكون نشطًا جدًا في أول 5-7 سنوات من عمر الطفل.
كما أنها تعمل على تنقية الهواء الداخل عبر الأنف، وتساهم في فلترة وتنظيف الهواء من الجراثيم قبل أن يصل إلى الرئتين.
متى يتغير دور اللحمية؟
بعد سن 7 إلى 10 سنوات، يبدأ دور اللحمية بالتراجع لأنها لم تعد ضرورية بنفس القوة، وفي مرحلة المراهقة، تبدأ اللحمية في الانكماش بشكل طبيعي، وقد تختفي تمامًا، والجهاز المناعي يصبح أكثر تطورًا، وتعتمد المناعة على أعضاء أخرى مثل العقد اللمفاوية والطحال.
كيفية تشخيص اللحمية
يتم عن طريق الفحص السريري، أو التنظير الأنفي باستخدام كاميرا صغيرة لرؤية اللحمية مباشرة، أو أشعة X أو التصوير المقطعي (CT) لتقييم حجمها، أو اختبارات السمع إذا وجدت أعراض مرتبطة بالأذن
رغم أهميتها، إلا أن تضخم اللحمية قد يسبب مشاكل مثل انسداد الأنف، الشخير، أو التهابات الأذن، وعندها قد تحتاج إلى علاج أو استئصال.
أسباب تضخم اللحمية
قد تعود الأسباب إلى التهابات الجهاز التنفسي العلوي (كالزكام، الإنفلونزا، التهاب الجيوب الأنفية)، فتؤدي العدوى المتكررة إلى تحفيز جهاز المناعة، ما يسبب تضخمًا في نسيج اللحمية، إلى جانب الحساسية المزمنة مثل حساسية الأنف، التي تؤدي إلى التهاب مستمر في الأغشية المخاطية، مما يسبب تضخمًا في اللحمية نتيجة الاستجابة المناعية المتكررة.
في ذات السياق تعود الأسباب إلى عوامل وراثية، فبعض الأطفال يولدون بلحمية أكبر من الطبيعي، وقد يكون هناك تاريخ عائلي لتضخم اللحمية أو اللوزتين.
وتتمثل الأعراض في صعوبة في التنفس من الأنف، والتنفس من الفم خصوصًا أثناء النوم، والشخير، وتوقف التنفس أثناء النوم، والتهابات متكررة في الأذن الوسطى، واحتقان أو سيلان أنفي مزمن، وضعف في السمع أو تأخر في النطق عند الأطفال.
علاج تضخم اللحمية
يتمثل التدخل الدوائي في بخاخات الأنف الكورتيزونية، حيث تقلل من الالتهاب وحجم اللحمية، كذلك مضادات الهيستامين لعلاج الحساسية التي قد تسبب تضخم اللحمية.
كما يمكن استخدام مضادات حيوية، عند وجود عدوى بكتيرية متكررة أو التهاب حاد في الجهاز التنفسي العلوي.
ويمكن أيضًا أن يتم العلاج الجراحي من خلال استئصال اللحمية، ويتم اللجوء لذلك في حال تضخم شديد يسبب صعوبة في التنفس أو الشخير المستمر، وانقطاع النفس أثناء النوم، أو التهابات الأذن الوسطى المتكررة أو المزمنة، أو ضعف السمع أو تأخر النطق عند الطفل بسبب انسداد أنبوب الأذن، أو عدم فعالية العلاجات الدوائية.