يعد برد المعدة، أو ما يعرف بالتهاب المعدة الفيروسي، من الحالات الشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي نتيجة عدوى فيروسية، وغالبًا ما تظهر أعراضه بشكل مفاجئ وتشمل الغثيان، والقيء، والإسهال، وآلام البطن، مع شعور عام بالإرهاق والضعف، وفي السطور التالية سنتعرف على أسبابه وأعراضه وطرق العلاج الفعالة.
الفرق بين برد المعدة والتسمم الغذائي أو قرحة المعدة
برد المعدة عبارة عن عدوى فيروسية، غالبًا ما تكون مفاجئة ومصحوبة بقيء وإسهال، أما التسمم الغذائي فيكون ناتج عن بكتيريا أو سموم في الطعام، وتبدأ الأعراض بسرعة بعد تناول طعام ملوث.
وتمثل قرحة المعدة مشكلة مزمنة، تسبب ألمًا في المعدة مرتبطًا بتناول الطعام، ولا تُصاحب غالبًا بإسهال أو قيء.
أسباب برد المعدة
الفيروسات هي المسبب الأكثر شيوعًا لبرد المعدة، مثل فيروس النوروفيروس سريع الانتشار، خاصة في الأماكن المغلقة كالمستشفيات والمدارس، وفيروس الروتا الذي يمكن الوقاية منه باللقاح، والأدينو فيروس والسابو فيروس.
وقد تعود الأسباب إلى تناول طعام أو شراب ملوث، أو شرب مياه غير نظيفة أو أكل طعام غير مطهو جيدًا، أو ملامسة الأسطح أو الأدوات الملوثة ثم وضع اليد على الفم، أو ملامسة شخص مصاب، حيث ينتقل الفيروس من خلال المصافحة أو استخدام أدوات مشتركة (مثل المناشف، الأواني).
أعراض برد المعدة
في مقدمة أعراض برد المعدة الشعور بالتعب والإعياء العام، نتيجة فقدان السوائل والمعادن (مثل الصوديوم والبوتاسيوم)، فقد يشعر المريض بالدوخة والضعف العام، الصداع وآلام في الجسم، ويكون بسبب استجابة الجهاز المناعي للعدوى، والتي تشبه في أعراضها أعراض الإنفلونزا، لكنها تحدث في الجهاز الهضمي وليس التنفسي.
كذلك تتمثل الأعراض في فقدان الشهية نتيجة الغثيان والقيء، ويستمر حتى تتحسن حالة الجهاز الهضمي، إلى جانب ألم أو تقلصات في البطن.
ويكون الألم في صورة تقلصات متقطعة أسفل أو وسط البطن، يرافق الإسهال والغثيان، وقد يزداد بعد الأكل، الإسهال المائي وهو من أكثر الأعراض شيوعًا، يكون سائلًا وغير دموي (وجود دم قد يشير إلى عدوى بكتيرية)، ويتكرر عدة مرات يوميًا، وقد يسبب الجفاف في الحالات الشديدة.
مضاعفات برد المعدة
رغم أن برد المعدة غالبًا ما يكون مرضًا خفيفًا ومؤقتًا، إلا أنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في بعض الحالات، فقد يؤدي إلى الجفاف نتيجة فقدان كميات كبيرة من السوائل بسبب الإسهال والقيء، إلى جانب جفاف الفم واللسان، قلة أو انقطاع التبول، دوخة، تعب، وانخفاض ضغط الدم،
وقد يؤدي إلى اضطراب توازن الأملاح والمعادن فقدان البوتاسيوم، الصوديوم، والمغنيسيوم قد يسبب تشنجات عضلية، ضعف عضلي، اضطراب نظم القلب في الحالات الشديدة.
كذلك تفاقم الأمراض المزمنة مثل السكري، أمراض القلب، أو الفشل الكلوي، أو حدوث العدوى البكتيرية الثانوية في حالات نادرة، قد يتطور الوضع من عدوى فيروسية إلى بكتيرية، خاصة إذا كانت المناعة ضعيفة.
علاج برد المعدة
يتمثل علاج برد المعدة في شرب الماء بكميات صغيرة ومتكررة، لتجنب حدوث الجفاف، واستخدام محاليل الإماهة الفموية (ORS) التي تحتوي على الأملاح والمعادن الضرورية، كذلك شرب الشاي الخفيف أو مغلي النعناع وتجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة بالكافيين أو السكر الزائد، واتباع نظام تغذية صحي، تناول وجبات صغيرة وسهلة الهضم.
أما العلاج الدوائي يمثل في خافضات الحرارة (مثل الباراسيتامول) في حال وجود حمى أو ألم، وأدوية مضادة للغثيان (مثل دومبيريدون أو أوندانسيترون) إذا كان القيء شديدًا، وتؤخذ بوصفة طبية، ومضادات الإسهال (مثل لوبراميد) غير موصى بها للأطفال.