تعد الجلطة الدماغية من الحالات الطبية الطارئة التي تحدث نتيجة انقطاع أو انخفاض مفاجئ في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى تلف في خلاياه خلال دقائق قليلة إذا لم يتم التدخل سريعًا.
وتتطلب الجلطة الدماغية علاجًا فوريًا للحد من المضاعفات الخطيرة مثل فقدان القدرة على الكلام أو الحركة أو الرؤية، لذلك يعد التعرف المبكر على أعراضها مثل التنميل، والضعف المفاجئ في الوجه أو الأطراف، واضطراب الكلام، أمرًا بالغ الأهمية لإنقاذ الحياة وتقليل الأضرار.
مخاطر ومضاعفات الجلطة الدماغية
يمكن أن تؤدي الجلطة الدماغية إلى الوفاة، حيث يمكن أن تؤدي إلى انتفاخ الأنسجة الدماغية، ما يرفع الضغط داخل الجمجمة ويهدد الحياة، إلى جانب حدوث النوبات الصرعية، أو الالتهاب الرئوي الاستنشاقي، فيسبب عسر البلع، ويدخل الطعام أو السوائل إلى الرئة بدل المريء.
كما يمكن أن يتسبب في مخاطر طويلة الأمد مثل الشلل أو ضعف الأطراف فغالبًا ما يحدث شلل نصفي أو ضعف حركي في جانب الجسم المقابل لمكان الجلطة، إلى جانب اضطرابات الكلام واللغة فقدان التوازن وصعوبات المشي.
كيفية تشخيص الجلطة الدماغية
يتم التشخيص من خلال عدة وسائل من بينها الفحص السريري، حيث ببدأ الطبيب بتقييم سريع للأعراض الحيوية والعصبية، أو فحوصات التصوير الطبي، الأشعة المقطعية للدماغ، أو الرنين المغناطيسي، أو تصوير الأوعية الدموية، تصوير دوبلر للشرايين السباتية.
كذلك يمكن التشخيص من خلال الفحوصات المخبرية مثل: فحص الدم الكامل، مستوى الجلوكوز، وظائف الكلى والكبد، تحليل الإنزيمات القلبية.
أنواع الجلطة الدماغية
تتعدد أسباب الجلطة الدماغية، وتختلف باختلاف نوع الجلطة، فيما يلي أهم الأنواع وتأثيرها:
الجلطة الإقفارية
تحدث بسبب انسداد أحد الأوعية الدموية المؤدية إلى الدماغ، ما يقطع التروية الدموية، ومن أسبابها تصلب الشرايين بسبب ترسّب الكوليسترول والدهون في جدران الشرايين يؤدي إلى تضيقها وانسدادها.
كما يتسبب في هذا النوع من الجلطة تجلط الدم في الأوردة أو الشرايين، أو ارتفاع ضغط الدم المزمن، حيث يضر بجدران الشرايين ويزيد احتمالية تكون الجلطات، إلى جانب داء السكري الذي يسبب تلف الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة، أو ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، ويزيد من خطر انسداد الشرايين.
كذلك التدخين يضر بجدران الأوعية ويزيد التجلط، قلة النشاط البدني والسمنة، تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
الجلطة النزفية
تحدث بسبب انفجار أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ، ما يؤدي إلى نزيف داخلي، يعود السبب فيها إلى ارتفاع ضغط الدم الشديد والمزمن، وهو السبب الأكثر شيوعًا للنزيف داخل الدماغ.
وهناك أسباب أخرى مثل تشوهات الأوعية الدموية، حيث تؤدي إلى ضعف في الأوعية واحتمال انفجارها، أو إصابات الرأس الشديدة، خاصة عند كبار السن أو من يتناولون مميعات الدم، أو حدوث اضطرابات التجلط، أو تناول المخدرات المنشطة، ترفع الضغط فجأة وتؤدي إلى انفجار الوعاء الدموي.
النوبة الإقفارية العابرة
تحدث بسبب انسداد مؤقت في أحد شرايين الدماغ، الأعراض مشابهة للجلطة لكن تزومل خلال 24 ساعة، وهي علامة على احتمالية حدوث جلطة دائمة خلال أيام أو أسابيع إن لم تُعالج الأسباب.
علاج الجلطة الدماغية
يجب التدخل الفوري للعلاج من خلال استخدام دواء إذابة الجلطة، ويعطى خلال 3 إلى 4.5 ساعات من بداية الأعراض، ويعمل على إذابة الخثرة واستعادة تدفق الدم، كذلك يمكن عمل القسطرة الدماغية وهي إجراء تدخل جراحي عبر قسطرة لسحب الجلطة من الشريان الدماغي، يُستخدم في الجلطات الكبيرة.
كما يمكن العلاج الداعم من خلال التحكم في ضغط الدم والسكر، وإعطاء الأوكسجين والسوائل الوريدية، ومنع ارتفاع الحرارة، ومراقبة وظائف القلب والدماغ، ولابد من استخدام أدوية مسيلة للدم، وأدوية مضادة للتخثر، وأدوية خافضة للكوليسترول، وأدوية لضبط ضغط الدم والسكر.
وفي حال علاج الجلطة الدماغية النزفية، وفيها يتم خفض ضغط الدم سريعًا لتقليل النزيف، يتم إعطاء أدوية لتقليل ضغط الجمجمة، والراحة التامة في العناية المركزة، أو التدخل الجراحي من خلال إزالة الدم المتجمع، وعلاج أم الدم أو التشوه الشرياني الوريدي بالجراحة أو القسطرة، وتصريف السائل الدماغي إذا حدث استسقاء دماغي.