قالت أخصائية التغذية العلاجية ونائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة أريج السعد إن المراهقين يحصلون على نصائح غذائية من مصادر متعددة، مثل العائلة والأصدقاء والمختصين ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن جميع هذه المصادر ليست موثوقة، وأن الأنظمة الغذائية الشائعة على وسائل التواصل الاجتماعي تفتقر إلى الأساس العلمي.
وأضافت السعد أن استطلاعاً أجري عام 2024 عبر منصة MyFitnessPal أظهر أن 2.1% فقط من محتوى التغذية على منصة اجتماعية شهيرة كان دقيقاً، مما يؤكد أهمية توعية المراهقين بضرورة التحقق من المعلومات.
وأشارت إلى أن المعلومات المضللة قد تكون مضرة بشكل كبير، موضحة أن فترة المراهقة تعد مرحلة مهمة للنمو الجسدي والعاطفي، وأن وسائل التواصل قد تعزز معايير جسم غير واقعية، وتزيد من خطر الإصابة باضطرابات الأكل.
وتابعت أن هناك اتجاهات خطرة منتشرة بين المراهقين، مثل الحميات القاسية، حبوب التنحيف، ومنتجات «الديتوكس» التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
وبينت أريج السعد أن العديد من الأنظمة الغذائية الشائعة على وسائل التواصل الاجتماعي تفتقر إلى الأساس العلمي، مما قد يؤدي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن أو مشاكل صحية أخرى، موضحة أن من هذه الأنظمة:- حمية الكيتو أو الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون، التي قد تسبب الإمساك وتزيد من خطر أمراض القلب ومشاكل الكلى.- الأنظمة منخفضة الكربوهيدرات وعالية البروتين، والتي قد تؤثر سلباً على صحة القلب والجهاز الهضمي.- الأنظمة القائمة على اللحوم مثل «باليو» و«كارنيفور»، التي تفتقر للألياف وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.- الصيام المتقطع، الذي قد يؤدي إلى الدوخة، نقص غذائي، وضعف التركيز.
وأكدت أريج السعد ضرورة تجنب بعض الاتجاهات الخطيرة، مثل تناول مكملات قبل التمرين دون ماء dry scooping، مشيرة إلى أنها قد تسبب مشاكل في المعدة، وقد تكون ملوثة. كما حذرت من حميات ومكملات «الديتوكس» التي اعتبرتها غير ضرورية وقد تؤثر سلباً على الصحة، إلى جانب أدوية التنحيف التي تُتناول دون وصفة طبية، مؤكدة أنها غير آمنة خاصة للمراهقين.
وشددت على أهمية تشجيع المراهقين على اتباع أنماط الأكل الصحية من خلال دعم العادات الغذائية المتوازنة والمتنوعة، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط الغنية بالفواكه والخضار والدهون الصحية، وحمية MIND التي تعزز صحة الدماغ والقلب، وكذلك الأنظمة النباتية التي يمكن اتباعها بأمان تحت إشراف مختص لمنع أي نقص غذائي.
واختتمت بالتأكيد على أهمية الحديث مع المراهقين حول الحميات بطريقة صحيحة، داعية إلى تجنب أسلوب المحاضرات وتشجيع النقاش المفتوح مع التركيز على الصحة بدلاً من الوزن، وأن يكون الأهل قدوة في العادات الغذائية الصحية، مع الاستعانة بأخصائي تغذية عند الحاجة