أعلنت شركة غوغل عن إطلاق خدمة "Deep Think"، وهي ميزة جديدة ضمن نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini 2.5 Pro، تمثل نقلة نوعية في قدرات التفكير العميق للنماذج اللغوية. ويتيح هذا الوضع الجديد للنموذج توليد حلول متعددة، تحليلها، ثم دمجها لاستخلاص أفضل نتيجة، معتمداً على تقنية "التفكير المتوازي متعدد الوكلاء".
ووفقاً لتقرير نشره موقع The Verge، فإن خدمة Deep Think أثبتت فاعليتها في مجالات مثل حل المسائل الرياضية المعقدة، البرمجة، والتفكير الاستراتيجي، مؤكدة بذلك قدرتها العملية وليس النظرية فقط.
وقد أظهر النموذج أداءً لافتاً في عدد من الاختبارات المرموقة، من أبرزها الأولمبياد الدولي للرياضيات (IMO) لعام 2025، حيث حقق 35 من أصل 42 نقطة بحلّه خمس مسائل من أصل ست، ليحصل على ميدالية ذهبية رسمية من لجنة التنسيق. كما تفوق في اختبار LiveCodeBench V6 البرمجي، متجاوزًا نماذج مثل OpenAI o3 وGrok 4 من شركة xAI.
وفي اختبار "Humanity’s Last Exam" (HLE)، الذي يقيس التفكير العميق والسياقي، حقق Deep Think نسبة دقة بلغت 34.8%، متفوقًا على أقرب منافسيه.
من الناحية التقنية، يعتمد Deep Think على مبدأ "زمن التفكير المطوّل" (Extended Inference Time)، والذي يمنح النموذج وقتاً إضافياً للمعالجة الداخلية والتحليل قبل تقديم الإجابة. ويترافق ذلك مع تطبيق تقنيات التعلم المعزز، التي تساعد النموذج على التفكير متعدد الخطوات وتحسين أدائه ذاتياً بمرور الوقت.
الميزة الجديدة متاحة حالياً لمشتركي خدمة Google AI Ultra مقابل 250 دولاراً شهرياً، عبر تطبيق Gemini أو من خلال واجهات البرمجة API، وقد بدأ طرحها على نطاق محدود لأغراض بحثية وأكاديمية.
وبحسب ديميس هاسابيس، رئيس شركة DeepMind التابعة لغوغل، فإن تقنية Deep Think تُعد خطوة متقدمة على طريق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، خاصة مع قدرته على التفكير السياقي والإبداعي والتأقلم الذاتي.
وتؤكد غوغل أن هذه الميزة ستكون محورية في المهام المعقدة مثل تصميم النماذج، وتطوير الخوارزميات، والأبحاث العلمية، مما يجعلها نقطة تحوّل جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية.