أذهلت شركة ميتا بلاتفورمز، بقيادة مارك زوكربيرج، عالم التكنولوجيا بصفقة غير مسبوقة لتوظيف الباحث الشاب في الذكاء الاصطناعي مات ديتكي مقابل حزمة تعويضات تبلغ 250 مليون دولار خلال أربع سنوات.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية ميتا الطموحة لترسيخ موقعها في سباق تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق، عبر جذب أبرز العقول في المجال.
من هو مات ديتكي؟
يُعد مات ديتكي، البالغ من العمر 24 عامًا، أحد ألمع الأسماء الصاعدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد درس الدكتوراه في جامعة واشنطن وشارك في تأسيس شركة Vercept الناشئة، كما ساهم في تطوير نظام Molmo في معهد ألين للذكاء الاصطناعي، وهو نموذج متعدد الوسائط يُعالج النصوص والصور والصوت.
وحصل ديتكي على تقدير عالمي بفضل أبحاثه في الذكاء الاصطناعي المتجسد والبيانات ثلاثية الأبعاد، ونال جائزة أفضل ورقة بحثية في مؤتمر NeurIPS لعام 2022.
وقد جذبت شركته الناشئة استثمارات كبيرة، منها دعم من إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لجوجل.
ميتا تُراهن على النخبة
توظيف ديتكي ليس سوى جزء من خطة أكبر لميتا، التي أنفقت أكثر من مليار دولار لبناء فريق من أفضل الكفاءات العالمية.
وضمّت التعيينات الأخيرة أسماء بارزة مثل رومينغ بانغ، المدير السابق في آبل، الذي انضم إلى ميتا بحزمة تجاوزت 200 مليون دولار.
وتتماشي هذه التحركات مع نية ميتا استثمار ما يصل إلى 72 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في العام المقبل.
وتُعد هذه الاستراتيجية بمثابة إعلان واضح أن الشركة تُراهن على الذكاء الاصطناعي الفائق باعتباره مستقبلها.
تأثير السوق وردود الأفعال
انعكس هذا التوجه إيجابيًا على أداء ميتا في السوق، فارتفع سهمها بأكثر من 30% خلال عام 2025، كما ارتفعت ثقة المستثمرين الأفراد، ما يعكس تفاؤل السوق بقدرة ميتا على تحويل هذه الاستثمارات إلى قيمة مضافة وابتكارات مستقبلية.
جدل حول رواتب النخبة
أثارت قيمة حزمة ديتكي جدلًا واسعًا حول العدالة الاقتصادية.
وشبّه ديفيد أوتور، الخبير الاقتصادي، تصاعد رواتب باحثي الذكاء الاصطناعي بأجور الرياضيين المحترفين، معتبرًا ذلك "ذروة انتقام المهووسين".
وانتقد راميش سرينيفاسان، الأستاذ الجامعي، ما وصفه بتناقض شركات مثل ميتا التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي، بينما تسرّح في الوقت ذاته آلاف الموظفين، خاصة في الأدوار الحرجة مثل الإشراف على المحتوى.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في رؤية زوكربيرج
يرى زوكربيرج أن الذكاء الاصطناعي الفائق سيكون المحرك الرئيسي للثورة القادمة في الحوسبة، خصوصًا من خلال أجهزة مثل النظارات الذكية والأنظمة متعددة الاستخدامات.
وقد أكد في مكالمة الأرباح الأخيرة أن التنافس على أفضل العقول هو مفتاح الفوز في هذا السباق.
سباق عالمي على العقول
يمثل عرض ميتا الضخم لمات ديتكي بداية فصل جديد في "سباق تسلح المواهب"، إذ تتداخل الابتكارات التقنية بالقوة الاقتصادية والسيطرة على مستقبل التكنولوجيا.
وفي المقابل، تظل تساؤلات العدالة والآثار الاجتماعية حاضرة، مما يُحوّل هذا التوظيف إلى قضية تتجاوز الفرد، لتشمل مستقبل المجتمعات الرقمية بأكملها.
