بات النوم نعمة مفقودة لدى كثيرين بسبب نمط الحياة السريع والإجهاد المستمر، ومع تصاعد الاهتمام بجودة النوم، ظهر نمط غريب بعض الشيء وهو النوم المتقطع.

فبينما يسعى معظمنا لنوم طويل ومتواصل، إلا أن النوم على فترات قد لا يكون ضارًا كما نعتقد، بل قد يحمل فوائد صحية غير متوقعة.

النوم المتقطع هل هو صحي؟

ربما يعتقد البعض أن النوم المتقطع يشير فقط إلى اضطراب نومي يجب علاجه فورًا، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا.

أظهرت أبحاث تاريخية على مر العصور أن البشر لم يناموا دائمًا نومًا متواصلًا؛ بل كانوا يقسمونه إلى فترتين، يُعرفان بـ"النوم الأول" و"النوم الثاني"، يفصل بينهما ساعة أو ساعتين من النشاط الهادئ.

ولكن حاليا قد ينعكس هذا النمط إيجابيًا على الصحة إذا تم بطريقة منضبطة؛ إذ يمنح الجسم فرصة للاستيقاظ المؤقت والحركة الخفيفة، مما يقلل من خطر بعض الأمراض المرتبطة بالنوم الطويل مثل الجلطات.

هل النوم المتقطع لمدة 4 ساعات كافٍ؟

4 ساعات نوم فقط يبدو قليلًا جدًا، لكنه قد يكون كافيًا كجزء من نمط نوم مجزأ، فبعض الناس يتبعون نظامًا يُعرف باسم "النوم ثنائي الطور"، حيث ينامون لفترة قصيرة في الليل (مثل 4 ساعات)، ثم يكملون بقيلولة طويلة خلال النهار.

لكن، هذا لا يُناسب الجميع، فاحتياجات النوم تختلف حسب العمر، النشاط البدني، والحالة الصحية، والنوم المتقطع قد يُناسب البعض لكنه غير كافٍ كليًا إذا لم يتم تعويضه بجودة نوم أخرى.

هل النوم الجيد يجب أن يكون متواصلا؟

ليس بالضرورة، والفكرة التقليدية التي تقول إن النوم الصحي يجب أن يكون متصلًا وغير مقطوع أصبحت محل نقاش.

فالمهم هو الحصول على قدر كافٍ من النوم العميق، وهو النوع الذي يُصلح الجسم ويجدد نشاط الدماغ.

إذا تمكّن الفرد من الدخول في مراحل النوم العميق خلال الفترات المتقطعة، فقد لا يشعر بالنعاس أو الخمول في اليوم التالي.

هل يمكن أن يكون النوم المتقطع مفيدًا أكثر من المتواصل؟
play icon

أضرار النوم المتقطع

رغم الفوائد المحتملة، إلا أن النوم المتقطع قد يكون ضارًا إذا كان ناتجًا عن اضطرابات صحية أو نفسية، ومن أبرز أضراره:

الإرهاق المزمن: عدم الحصول على فترات نوم عميق كافية يؤدي إلى شعور دائم بالتعب.

ضعف التركيز: الانقطاعات المتكررة في النوم تعيق عمليات الدماغ التي تحدث أثناء النوم العميق، ما يؤثر على التركيز والذاكرة.

اضطراب المزاج: قلة النوم المتواصل ترتبط بزيادة معدلات القلق والاكتئاب.

تدهور المناعة: النوم المتقطع قد يُضعف الجهاز المناعي ويجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض.

هل يمكن تقسيم ساعات النوم؟

نعم، يُمكن ذلك بشرط أن يكون التقسيم منطقيًا ويعوض الجسم عن حاجته الأساسية للنوم.

وبعض الثقافات، خاصة في دول جنوب أوروبا، تمارس "نوم القيلولة" بشكل معتاد، حيث ينام الأشخاص بضع ساعات ليلًا ويكملون بقيلولة طويلة نهارًا.

لكن يجب التنبه إلى أن هذا النمط لا يناسب الجميع، ويجب أن يكون مدروسًا وليس نتيجة أرق أو اضطراب.