تتحول المشاكل السلوكية لدى الأطفال إلى مصدر قلق حقيقي، إذ تهدد قدرتهم على بناء علاقات طبيعية قائمة على التواصل مع من حولهم، مما ينعكس سلبًا على نموهم الاجتماعي والفكري والعاطفي، وتتنوع هذه المشكلات بين فواصل انحباس التنفس، وتجنب الذهاب إلى المدرسة، واضطرابات الأكل، ومشاكل النوم، بالإضافة إلى نوبات الغضب والعنف.
ما أبرز السلوكيات المرتبطة بالشدة النفسية عند الأطفال؟
قضم الأظافر: يرتبط هذا السلوك بشكل أساسي بالشدة النفسية والقلق عند الطفل، من المهم إرشاد الطفل للتخلص من هذه العادة المؤذية واستبدالها بعادات صحية وسليمة، وأحيانًا يلجأ الآباء إلى نظام المكافآت لمساعدة الطفل على التوقف عن هذا السلوك، مما يدعمه في تجنب السلوكيات السلبية وتعزيز الإيجابية بشكل عام.
هز الرأس والأرجحة الإيقاعية: تُعد من السلوكيات الشائعة بين الأطفال، وعادةً ما يتخلص منها الطفل عند بلوغه عمر 18 – 24 شهرًا، إلا أنها قد تتكرر في أوقات متفاوتة، كما يمكن أن تتطور هذه المشكلة العصبية لدى بعض الأطفال المصابين بالتوحد.
مص الإبهام: يُعتبر جزءًا من سلوكيات مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يتوقف معظم الأطفال عن ممارسته عند عمر السنة أو السنتين، بينما قد يستمر لدى بعضهم حتى دخول المدرسة، غالبًا ما يظهر هذا السلوك ويتكرر عند تعرض الطفل لمواقف تسبب له الشدة النفسية.
علاج المشاكل السلوكية عند الأطفال
تحتاج المشكلات السلوكية عند الأطفال إلى تدخل مبكر، إذ إن تأجيل معالجتها يزيد من صعوبة السيطرة عليها لاحقًا، فكلما بدأ الأهل بالتعامل مع هذه السلوكيات في وقت مناسب، كان من الأسهل تعديلها ومساعدة الطفل على تطوير سلوكيات صحية وإيجابية.
وتشمل استراتيجيات تعديل السلوك عدة خطوات أساسية، أبرزها: تحديد المحفزات والعوامل التي تعزز السلوك غير المرغوب فيه دون قصد، ووضع قواعد وحدود واضحة ومنسجمة مع طبيعة الطفل.
كما يجب على الوالدين تعريف الطفل بالسلوكيات المقبولة والمرفوضة، ومراقبة مدى التزامه بها، مع تقديم المكافآت المناسبة عند الالتزام، وفرض عقوبات مدروسة عند تكرار السلوكيات السلبية، ويُفضل التركيز على السلوك نفسه لا على شخصية الطفل، مع تجنّب إظهار الغضب عند تطبيق القواعد، والحفاظ على تفاعل إيجابي يعزز العلاقة بين الأهل والطفل.