كشف باحثون من جامعة بنسلفانيا الأمريكية عن تقنية مبتكرة تحمل اسم "WirelessTap"، تتيح استخدام رادارات السيارات العادية كوسيلة للتنصت على المكالمات الهاتفية.
وأوضح الباحثون أن التقنية تعتمد على رصد الاهتزازات الدقيقة جداً التي يصدرها الهاتف الذكي أثناء إجراء المكالمات، باستخدام رادارات مشابهة لتلك المزودة في السيارات ذاتية القيادة، ثم تحويل هذه الاهتزازات إلى نصوص مكتوبة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويستند النظام إلى حقيقة أن الموجات الصوتية عند التحدث عبر الهاتف تحدث اهتزازات طفيفة للغاية في جسم الجهاز، لا تتجاوز سبعة ميكرومتر، لكنها قابلة للرصد بواسطة رادارات الموجات المليمترية.
وبيّن الفريق أن خطورة هذه التقنية تكمن في أنها تتجاوز أنظمة التشفير التقليدية، إذ لا تحتاج لاختراق الهاتف أو اعتراض البيانات، بل تكتفي "بقراءة" الاهتزازات التي يولدها الجهاز، على غرار تسجيل أجهزة قياس الزلازل للهزات الأرضية.
وللتغلب على التشويش والضوضاء في الإشارات الملتقطة، طور الباحثون نموذجاً معدلاً من نظام "Whisper" التابع لشركة OpenAI، وهو نظام متخصص في التعرف على الكلام، مما مكنهم من تحويل البيانات المشوشة إلى نصوص دقيقة نسبياً.
وأظهرت التجارب أن التقنية بلغت دقتها نحو 59% عند اختبارها على هاتف Samsung Galaxy S20 من مسافة نصف متر في بيئة معملية، بينما انخفضت إلى 40% فقط عند تجربة الاستخدام العملي من مسافة متر واحد.
ويرى خبراء أن استمرار تطور رادارات السيارات وصغر حجمها، إلى جانب دمجها بالذكاء الاصطناعي، قد يمهد الطريق لتحويلها مستقبلاً إلى أدوات تجسس متقدمة قادرة على التنصت عن بُعد. وفي المقابل، أوصى المتخصصون بضرورة تطوير وسائل حماية إضافية للهواتف، مثل طبقات عازلة أو أنظمة تشويش خاصة، للحد من مخاطر مثل هذه الهجمات.