أمل محمد أمين

يُعَدّ الإعلام اليوم أحد أهم أدوات التغيير والتأثير في المجتمعات، حيث لم يعد يقتصر دوره على نقل الأخبار والمعلومات فحسب، بل أصبح عنصراً أساسياً في دفع عجلة التنمية الشاملة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو سياسية. ومع التطور التكنولوجي الهائل وظهور الإعلام الرقمي، ازدادت قوة تأثيره في تشكيل الوعي وصناعة القرار وتوجيه الرأي العام.

والتنمية عملية شاملة تهدف إلى تحسين مستوى معيشة الأفراد والمجتمعات في مختلف المجالات. وهنا يبرز دور الإعلام كوسيط لنشر المعرفة والوعي، وتحفيز المشاركة المجتمعية، ومساندة السياسات التنموية. فالإعلام التنموي يسعى إلى تغيير الاتجاهات والسلوكيات نحو الأفضل، وخلق بيئة داعمة لجهود الدولة في تحقيق أهدافها.

ويلعب الإعلام دوراً محورياً في رفع مستوى الوعي بالقضايا التنموية، مثل: محو الأمية من خلال البرامج التعليمية. وكذلك التثقيف الصحي عبر حملات التوعية بمخاطر الأمراض..وحماية البيئة عن طريق نشر المعلومات حول التغير المناخي والاستدامة.

بالإضافة إلى تشجيع الابتكار وريادة الأعمال من خلال تسليط الضوء على قصص النجاح والمبادرات المميزة.

وبفضل هذه الجهود، يتحول الإعلام إلى شريك أساسي في بناء مجتمع متعلم قادر على مواجهة التحديات.

كما يُسهم الإعلام في دعم الاقتصاد بعدة طرق، منها:

الترويج للاستثمارات والمشاريع الوطنية من خلال حملات إعلامية فعالة.

تشجيع المستهلكين على دعم المنتجات المحلية.

نشر ثقافة العمل الحر والريادة وتحفيز الشباب على دخول سوق العمل.

متابعة السياسات الاقتصادية وتوضيحها للمواطنين، ما يخلق شفافية بين الدولة والمجتمع.

من خلال مناقشة القضايا التنموية وعرض وجهات النظر المختلفة، يتيح الإعلام للأفراد المشاركة الفاعلة في صياغة السياسات، ويعمل على:

فتح قنوات التواصل بين صناع القرار والمواطنين.

تشجيع العمل التطوعي والمبادرات المجتمعية.

دعم حقوق الفئات المهمشة وتمكينها من التعبير عن صوتها.

على الرغم من الدور الكبير للإعلام في التنمية، إلا أنه يواجه بعض التحديات، مثل:

انتشار الأخبار المضللة التي تُعيق الوعي الصحيح. وضعف التخطيط الإعلامي الاستراتيجي في بعض الدول. وكذلك هيمنة الترفيه على حساب القضايا التنموية المهمة.

لذلك، من الضروري تطوير الإعلام التنموي ليواكب المتغيرات، ويعكس أولويات المجتمع.

ويمثل الإعلام شرياناً حيوياً في عملية التنمية الشاملة، إذ يساهم في بناء وعي جماهيري، وتحفيز المشاركة الفاعلة، ودعم الاقتصاد، ومواجهة التحديات. ولا يمكن تحقيق تنمية حقيقية دون إعلام مسؤول، يتمتع بالمصداقية والشفافية، وقادر على نقل الصورة الحقيقية للواقع ودفع الناس نحو التغيير الإيجابي.

بالتأكيد إن التنمية تحتاج إلى إعلام قوي، والإعلام الفعال لا يزدهر إلا في بيئة تنموية حقيقية.