رصد علماء الفلك من خلال تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) قرصاً كوكبياً غريباً حول نجم شاب يُعرف باسم XUE 10، يبعد حوالي 8 آلاف سنة ضوئية عن الأرض. المدهش في هذا القرص أن المناطق التي يمكن أن تتشكل فيها كواكب شبيهة بالأرض تحتوي على كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، بينما الماء شبه معدوم تقريباً.

عادةً ما تحتوي الأقراص الكوكبية على الماء، إذ يلعب دوراً أساسياً في تكوين الكواكب الصخرية والمحيطات. لكن هذا الرصد يكشف أن عملية تشكل الكواكب قد تكون أكثر تعقيداً مما كان يعتقد العلماء سابقاً.

تظهر الدراسة، التي نشرت في مجلة Astronomy & Astrophysics، أن هناك احتمالين يفسران ندرة الماء في هذا القرص: الأول هو تعرض القرص لإشعاعات فوق بنفسجية قوية صادرة من النجم أو من نجوم قريبة، ما يؤدي إلى تبخر الماء قبل أن يتجمع لتكوين الكواكب. والثاني هو أن حبيبات الغبار في القرص تحتوي على ثاني أكسيد الكربون بشكل أكبر من الماء بسبب الظروف المحلية حول النجم الشاب.

استخدم العلماء أدوات دقيقة مثل مجسات Neuropixels لمتابعة القرص، ما سمح لهم برصد توزيع الغازات المختلفة داخل القرص الكوكبي. هذه الملاحظات تشير إلى أن بعض الكواكب قد تتشكل في بيئات فقيرة بالماء وغنية بالغازات الأخرى مثل CO₂، وهو ما يعيد تشكيل فهمنا لكيفية نشوء الكواكب الشبيهة بالأرض.

تشير هذه النتائج إلى أن تكوين الكواكب ليس عملية خطية وبسيطة كما كان يُعتقد سابقاً. بل يعتمد على عوامل متعددة مثل الإشعاع النجمي، التركيب الكيميائي للغبار، ودرجة الحرارة في القرص. العلماء يأملون أن تساعد الملاحظات المستقبلية باستخدام تلسكوبات أرضية متطورة مثل المرصد الأوروبي الكبير (ELT) على فهم التفاصيل الدقيقة لكيفية تكوّن الكواكب، وربما فهم كيف تشكل نظامنا الشمسي منذ مليارات السنين.