عندما نتحدث عن الحب، فنحن لا نتكلم فقط عن شعور جميل أو عن علاقة رومانسية، بل نتحدث عن قوة عظيمة للشفاء والتداوي. إن الحب له قدرة فريدة على التأثير الإيجابي على صحتنا العقلية والجسدية، فهو يمنحنا الدفء والأمان والشعور بالتواصل مع الآخرين.
تشير الأبحاث العلمية إلى أن الحب يحفز إفراز هرمونات مثل الأوكسيتوسين والإيندورفين في جسمنا، وهذه الهرمونات تلعب دوراً هاماً في تقوية جهاز المناعة وتقليل مستويات الإجهاد والقلق. ببساطة، يمكن أن يكون الحب مصدراً للتسكين والراحة العاطفية والجسدية.
لا يقتصر تأثير الحب الشافي على العلاقات الرومانسية فحسب، بل يمتد أيضاً إلى العلاقات العائلية والصداقات القوية. فعندما نشعر بأننا محبون ومحبوبون، يتحسن شعورنا بالثقة بالنفس ويزداد شعورنا بالسعادة والرضا.
ومن الجدير بالذكر أن الحب له تأثيرات إيجابية على الصحة العقلية، حيث يمكن أن يكون عاملاً مساعداً في علاج الاكتئاب والقلق والضغوط النفسية الأخرى. إن وجود شخص محب لنا يوفر لنا دعماً عاطفياً قوياً يساعدنا على التغلب على التحديات والصعوبات في الحياة».
وكما قال د. مصطفى محمود في كتابه (الحب والحياة) : «بالحب يحل الانسجام والنظام في الروح والجسد أي الصحة».
كما قال: «إذا كان الحب لم يشفِ أحداً إلى الآن فلأننا لم نتعلم بعد كيف نحب! ومن شروط حدوثه أن تكون النفس جميلة وخيرة ونقيه فالناس المظلمة لا تخرج إلا نكداً وشراً ولا تعرف كيف تحب».
باختصار، يمكن القول إن الحب ليس مجرد شعور جميل، بل هو أداة فعّالة للتداوي والشفاء، سواء على المستوى العقلي أو الجسدي.
فدعونا نحافظ على الحب في حياتنا ونقدّر قوته العظيمة في تحسين نوعية حياتنا وصحتنا العامة ولكن لابد من ذكر أنه حتى يجني الحب ثماره ويزهر سعادة واطمئناناً لابد وأن يكون حباً ناضجاً يحافظ على كيان وكرامة واحترام كل طرف للآخر .
وأخيراً، الحب - هذا البلسم الشافي- لا ينتظر استحقاقاً، بل يُمنح بقلب نقي، ويزهر بمجرد أن يكون صادقاً .* أستاذة جامعية في علم النفس