في حدثها الخاص بالكشف عن الأجهزة الجديدة يوم الثلاثاء، أعلنت شركة آبل عن هاتفها الجديد iPhone Air، الذي يجمع بين التصميم فائق النحافة والخفة من جهة، وبعض التنازلات الواضحة في المواصفات من جهة أخرى. ورغم أنه يمثل نقلة في الشكل والمفهوم، إلا أن تساؤلات عديدة تُطرح حول جدواه كخيار يومي للمستخدم.

أنحف وأخف آيفون على الإطلاق

الهاتف الجديد يأتي بسماكة 5.6 ملم فقط ووزن 145 غرامًا، ما يجعله الأخف والأرفع في تاريخ آيفون. ويحتوي على شاشة بقياس 6.5 بوصة تمتد على واجهة الجهاز الرفيع، ليمنحه مظهرًا عصريًا لافتًا. كما أضافت آبل ولأول مرة طبقة Ceramic Shield 2 على الواجهة الخلفية، وهو عنصر متوافر أيضًا في iPhone 17 Pro.

لكن هذا التركيز على النحافة انعكس على بعض الخصائص، ليطرح تساؤلات حول مدى ملاءمته للاستخدام المكثف وطول الأمد.

فروقات واضحة عن iPhone 17

مقارنةً بالجيل الأساسي iPhone 17، يتضح أن Air أقل قدرة في عدة نقاط. فعمر البطارية لا يتجاوز 27 ساعة، مقابل 30 ساعة في iPhone 17. كما يفتقر لعدسة الكاميرا الواسعة جدًا، ولا يدعم التصوير الماكرو. ويعمل بمعالج A19 Pro سداسي النواة مع معالج رسوميات بخمس أنوية فقط، في حين أن نسخة Pro تحتوي على معالج رسوميات أقوى بـ 6 أنوية.

إضافة إلى ذلك، يضم الهاتف مكبر صوت واحد فقط ولا يحتوي على منفذ شريحة تقليدية، إذ يعتمد حصريًا على eSIM. ورغم هذه القيود، فإن سعره يبلغ 999 دولارًا، أي أعلى بنسبة 22% من iPhone 17 الذي يبدأ من 799 دولارًا، في حين أن فارق 100 دولار إضافية فقط يسمح بالترقية إلى iPhone 17 Pro.

الكفاءة... كلمة السر في تصميم Air

خلال الحدث، كررت آبل التركيز على مصطلح “الكفاءة”، مشيرة إلى أن الهاتف الجديد صُمم ليقدم أفضل أداء ممكن رغم نحافته. ويحتوي Air على أكبر عدد من الشرائح التي طورتها آبل داخليًا في هاتف واحد، مثل A19 Pro، شريحة الاتصال اللاسلكي N1، والمودم الجديد C1X.

المودم الجديد يُعتبر أسرع من مودم iPhone 16 Pro، ويستهلك طاقة أقل بنسبة 30%. كما أعادت آبل تصميم بنية الهاتف الداخلية وإطار الكاميرا لتوفير مساحة أكبر للبطارية، فيما يقدّم نظام iOS 26 خيارًا جديدًا لوضع الطاقة التكيفي.

مشكلة البطارية ما زالت قائمة

رغم هذه التعديلات، لم ينجح Air في تجاوز معضلة البطارية. بل على العكس، جاء أداؤه أقل من باقي الموديلات. الحل الذي تقدمه آبل هو الاعتماد على بطارية MagSafe الخارجية، حيث توصي المستخدمين بتركها متصلة بالهاتف معظم الوقت لضمان أداء أفضل.

منصة اختبار لمستقبل آيفون القابل للطي

ورغم التنازلات، يرى مراقبون أن Air ليس مجرد منتج نهائي، بل منصة اختبار لتصميمات مستقبلية. فمن خلاله، تستكشف آبل إمكانيات الوصول إلى أشكال جديدة مثل الهواتف القابلة للطي، في محاولة لمجاراة منافسين مثل سامسونغ وغوغل.

الهواتف فائقة النحافة مثل Air قد تمهّد الطريق أمام تحول في استراتيجية آبل: أن يصبح Air هو النموذج الأساسي في المستقبل، بينما تبقى سلسلة Pro مخصصة للمحترفين ومستخدمي الأداء العالي، مع فتح المجال أمام أجهزة جديدة مبتكرة.