ضربات القلب السريعة من دون مجهود تُشير إلى حالة يحدث فيها تسارع في نبض القلب (أكثر من 100 نبضة في الدقيقة) دون وجود سبب واضح مثل النشاط البدني أو الانفعال العاطفي.

وتحدث هذه الحالة نتيجة مجموعة من الأسباب، بعضها فسيولوجي (غير مرضي)، مثل التوتر أو القلق، وبعضها مرضي مثل اضطرابات نظم القلب، أو مشاكل في الغدة الدرقية، أو فقر الدم.

أسباب ضربات القلب السريعة من دون مجهود.. ومتى تكون مؤشر خطر؟
play icon
متى تكون ضربات القلب السريعة مؤشر خطر؟

تكون ضربات القلب السريعة دون مجهود مقلقة إذا صاحبها أعراض أخرى مثل دوخة أو شعور بالإغماء، ضيق في التنفس، ألم أو ضغط في الصدر، تعرق شديد من دون سبب، تشوش أو فقدان وعي، الخفقان المفاجئ والمستمر لفترة طويلة.

هذه الأعراض قد تشير إلى وجود مشكلة في القلب مثل اضطراب نظم القلب أو قصور في عضلة القلب.

كذلك عند تكرار الحالة بشكل منتظم، إذا كان تسارع ضربات القلب يحدث يوميًا أو عدة مرات في الأسبوع دون محفز واضح، فقد يكون علامة على خلل كهربائي في القلب أو حالة مرضية مزمنة تتطلب تقييمًا طبيًا.

وإذا كان الشخص يعاني من أمراض في صمامات القلب، مثل قصور في القلب، وأمراض الشرايين التاجية، فإن تسارع ضربات القلب من دون مجهود قد يشير إلى تفاقم الحالة.

كيفية تشخيص ضربات القلب السريعة دون مجهود

البداية لتشخيص زيادة ضربات القلب دون مجهود تكون في فحص التاريخ الطبي للمريض، والفحص السريري من خلال قياس معدل النبض وضغط الدم، وفحص القلب والصدر بالسماعة، وملاحظة وجود علامات لفقر الدم، مشاكل الغدة الدرقية، أو الجفاف.

إلى جانب تحاليل الدم مثل وظائف الغدة الدرقية، صورة دم كاملة، كهرباء الدم مثل البوتاسيوم، الكالسيوم، والصوديوم، وظائف الكلى والكبد.

إضافة إلى تخطيط القلب الكهربائي، جهاز هولتر لمراقبة القلب، تخطيط صدى القلب، اختبار الإجهاد القلبي.

أسباب سرعة ضربات القلب دون مجهود

تتعدد الأسباب ومن بينها:

أمراض القلب وسرعة ضربات القلب

تُعد بعض أمراض القلب من أخطر الأسباب لسرعة ضربات القلب، حيث تؤثر بشكل مباشر على النظام الكهربائي للقلب أو على قدرته على ضخ الدم بفعالية، ويمكن أن يعود السبب إلى الرجفان الأذيني وهو أكثر أنواع اضطراب النظم شيوعًا، ويحدث فيه تسارع غير منتظم في نبض القلب، ويزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية.

أو حدوث الرفرفة الأذينية ما يسبب تسارعًا منتظمًا غالبًا في نبض القلب.

كذلك تسرع القلب البطيني وهو أكثر خطورة لأنه ينشأ من البطين، وقد يؤدي إلى توقف القلب إذا لم يُعالج فورًا.

أو الرجفان البطيني حالة طارئة تهدد الحياة وتسبب توقف الدورة الدموية بالكامل، وتحتاج إلى صدمات كهربائية فورية .

أسباب نفسية وسرعة ضربات القلب

وتكون فيه سرعة ضربات القلب ناتجة عن أسباب نفسية تُعرف بأنها تسارع في النبض يحدث نتيجة استجابة الجسم للتوتر أو القلق أو الاضطرابات النفسية، وليس بسبب مشكلة عضوية في القلب نفسه.

قد تعود الأسباب النفسية لتسارع ضربات القلب، منها: القلق أو التوتر النفسي، الخوف أو الانفعال العاطفي، نوبات الهلع، قلة النوم أو الإرهاق الشديد، تناول الكافيين بكثرة (قهوة، شاي، مشروبات طاقة)، التدخين أو النيكوتين، الحرارة العالية أو الجفاف.

اضطرابات الغدة الدرقية وسرعة ضربات القلب

تُفرز الغدة الدرقية هرمونات تتحكم في معدل الأيض في الجسم، فعندما تكون هذه الهرمونات مرتفعة يعمل الجسم بوتيرة أسرع من الطبيعي، ما يؤدي إلى زيادة في سرعة ضربات القلب حتى أثناء الراحة.

كما أن فرط نشاط الغدة الدرقية تتمثل أعراضه في تسارع ضربات القلب (أحيانًا أكثر من 100 نبضة/دقيقة دون مجهود)، والشعور بالخفقان أو ارتجاف القلب، القلق والعصبية المفرطة، فقدان الوزن رغم الشهية المفتوحة، التعرق الزائد، رعشة في اليدين، ضعف العضلات، صعوبة في النوم.

وهرمونات الغدة الدرقية تزيد من استجابة القلب لهرمونات الأدرينالين، والقوة الكهربائية للنبضات القلبية، حساسية مستقبلات القلب العصبية، وهذا يؤدي إلى تسارع في النبض، أحيانًا اضطراب في نظم القلب.

فقر الدم وسرعة ضربات القلب

يحدث فقر الدم نتيجة انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء أو في مستوى الهيموغلوبين، وهو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى باقي أجزاء الجسم، وعندما يقل الأكسجين، يحاول القلب التعويض عن طريق زيادة معدل ضرباته، ضخ الدم بشكل أسرع لتوصيل ما يكفي من الأكسجين للأنسجة.