الصيدلي آخر محطة في رحلة المريض العلاجية

دور الصيدلي يتجاوز صرف الأدوية إلى تقييم الوصفات وإرشاد المرضى

الاستشارات الصيدلانية وسيلة فعّالة لتجنّب التداخلات الدوائية

التداخلات الدوائية قد تعيق العلاج أو تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة

زيادة عدد الأدوية ترفع احتمالية حدوث التداخلات

ضرورة استشارة الطبيب والصيدلي قبل تناول أي أدوية أو مكملات جديدة

الاستشارات الصيدلانية جزء لا يتجزأ من الرعاية الصحية الشاملة

أكدت الصيدلانية وعضو جمعية أصدقاء الصحة د.رهف معن المستريحي أن الصيدلي يلعب دوراً محورياً في إتمام عملية العلاج الدوائي، إذ يُعد آخر محطة في رحلة المريض العلاجية، مشيرة إلى أنه يشكّل الصيدلي ركيزة أساسية في النظام الصحي بفضل احتكاكه اليومي والمباشر مع المرضى، ومعرفته العميقة في مجالات تحضير الأدوية وتطويرها.

وقالت إن دور الصيدلي لا يقتصر على صرف الأدوية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى امتلاكه فهماً دقيقاً لفعالية الأدوية وآثارها الجانبية، إضافة إلى تقييم كل وصفة طبية بعناية، للتأكد من ملاءمتها للحالة الصحية للمريض، وعدم تفاعلها مع الأدوية الأخرى التي قد يتناولها. كما يقدم الصيدلي للمرضى إرشادات شاملة حول كيفية استخدام الأدوية، والجرعة المناسبة، وتوقيت تناولها، مع التنبيه إلى الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الاستخدام.

وأضافت أن الاستشارات الصيدلانية تُعد من أهم وسائل تعزيز سلامة المريض، حيث تسهم في تجنب العديد من التداخلات الدوائية المحتملة التي قد تعيق فعالية العلاج أو تُسبب أضراراً صحية خطيرة.

وأوضحت أن التداخلات الدوائية تُعتبر من أبرز القضايا الصحية التي تهم الصيادلة والأطباء والمرضى على حد سواء، لما لها من أثر بالغ على تحقيق الفائدة المرجوة من الدواء. إذ يمكن أن تؤدي هذه التداخلات إلى تقليل فعالية الدواء، أو حدوث آثار جانبية ضارة، بل وقد تصل في بعض الحالات إلى الفشل العلاجي نتيجة قلة فعالية الدواء في الجسم أو التسمم الدوائي نتيجة ارتفاع تركيز الدواء في الدم.

وأشارت إلى أن شدة التداخلات الدوائية تختلف من حالة إلى أخرى، فقد تكون طفيفة أو خطيرة وتهدد حياة المريض. ويمكن أن يحدث التداخل بين دواء وآخر (تداخل دوائي)، أو بين دواء وغذاء معين أو مكمل غذائي (تداخل غذائي دوائي)، أو بين دواء وحالة مرضية أخرى يعاني منها المريض.

وبيّنت أن احتمالية حدوث التداخلات الدوائية تزداد بشكل عام كلما زاد عدد الأدوية التي يتناولها المريض، ولهذا يجب اتباع تعليمات الطبيب أو الصيدلي بدقة، خاصة فيما يتعلق بتوقيت تناول الدواء والنظام الغذائي المصاحب له.

وشددت على أهمية استشارة الطبيب والصيدلي دائماً قبل استخدام أي أدوية أو مكملات غذائية جديدة، وإبلاغهما بجميع الأدوية والمكملات الغذائية (بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية) وأي حالات طبية قبل البدء في تناول أي أدوية جديدة، فمن خلال التعاون مع الصيدلي والالتزام بالإرشادات، يمكن تقليل مخاطر التداخلات الدوائية وضمان تحقيق أقصى استفادة من العلاج.

وختمت تصريحها بالتأكيد على أن الاستشارات الصيدلانية ليست مجرد خدمة مرافقة للعلاج، بل هي جزء لا يتجزأ من الرعاية الصحية الشاملة، ودورها أساسي في الحفاظ على سلامة المرضى وتجنب الأخطاء الدوائية.