أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ناسا أنها تأمل في إرسال رواد فضاء في رحلة مدتها عشرة أيام حول القمر بحلول فبراير المقبل، أي قبل الموعد الذي سبق أن حددته بنهاية أبريل. وتعد هذه أول مهمة مأهولة إلى القمر منذ أكثر من نصف قرن.

أهداف برنامج أرتميس

المهمة الجديدة، المعروفة باسم أرتميس 2، تأتي ضمن برنامج "أرتميس" الذي يسعى لإعادة البشر إلى القمر وإقامة وجود طويل الأمد على سطحه. وأكدت لاكيشا هوكينز، نائبة مدير وكالة ناسا بالإنابة، أن هذه اللحظة تمثل محطة فارقة في استكشاف الفضاء.

التحضيرات التقنية

أوضحت مديرة الإطلاق تشارلي بلاكويل-تومبسون أن صاروخ الإطلاق العملاق SLS أصبح شبه جاهز، فيما يتم استكمال كبسولة أوريون المخصصة لرواد الفضاء. وكانت مهمة أرتميس الأولى عام 2022 قد أثبتت نجاح المركبة في الدوران حول القمر والعودة إلى الأرض، رغم مشاكل في الدرع الحراري تمت معالجتها لاحقاً.

الطاقم وأبعاد الرحلة

ستضم الرحلة أربعة رواد فضاء: ريد وايزمان، فيكتور غلوفر، كريستينا كوك من ناسا، وجيريمي هانسن من وكالة الفضاء الكندية. ورغم أنهم لن يهبطوا على القمر، فإنهم سيكونون أول من يتجاوز مدار الأرض المنخفض منذ مهمة "أبولو 17" عام 1972، حيث سيسافرون لمسافة 5 آلاف ميل بحري خلف القمر.

خطوات الإطلاق

ستنطلق كبسولة أوريون على متن صاروخ SLS، مع مرحلتين معززتين تنفصلان بعد دقيقتين. وبعد ثماني دقائق، ينفصل القسم الأساسي ليُكمل محرك المرحلة الثانية رفع المركبة إلى مدار أعلى. ثم تُجرى اختبارات شاملة للأنظمة قبل أن تقوم أوريون بمناورة "حقن نحو القمر"، لتبدأ رحلة تستغرق أربعة أيام إلى مسافة تتجاوز 230 ألف ميل عن الأرض.

التجارب العلمية

سيكون الرواد بمثابة "عينات بشرية" لدراسة تأثير الفضاء على الجسد. وأوضحت الدكتورة نيكي فوكس أن علماء ناسا سيقارنون بين عينات دم مأخوذة قبل وبعد المهمة عبر ما يُعرف بـ "الأورغنويدات"، بهدف فهم تأثير الإشعاع وانعدام الجاذبية.

العودة للأرض

بعد الالتفاف حول القمر، سيبدأ الرواد رحلة العودة التي تستغرق أربعة أيام. وعند دخول الغلاف الجوي الأرضي، ستنفصل وحدة الخدمة عن كبسولة الطاقم، ليخوض الرواد أخطر مرحلة وهي إعادة الدخول والهبوط بالمظلات قرب سواحل كاليفورنيا.

الطريق نحو أرتميس 3

نجاح هذه المهمة سيحدد موعد إطلاق أرتميس 3، التي تهدف لإنزال رواد على سطح القمر. لكن خبراء، مثل الدكتور سيميون باربر من جامعة أوبن، يرون أن الموعد المعلن "منتصف 2027" متفائل جداً، خاصة مع التحديات التي يواجهها صاروخ "ستارشيب" من شركة سبيس إكس، المكلّف بإيصال الرواد إلى سطح القمر.