بعد اختتام فعاليات البرنامج الرئيسي لمهرجان الشباب العالمي في مدينة نيجني نوفغورود، انطلق 200 شاب أجنبي من أكثر من 70 دولة في رحلة استكشافية إلى عشر مناطق روسية، بهدف التعرف على التراث الثقافي والتنوع الوطني لروسيا، إلى جانب إنجازاتها في مجالات الاقتصاد، العلوم، التعليم، الرياضة، والتكنولوجيا.

شملت المناطق المختارة إيفانوفو، أومسك، ياروسلافل، ساخالين، تشيليابينسك، جمهورية موردوفيا، جمهورية خاكاسيا، جمهورية الشيشان، منطقة يامالو-نينيتس ذاتية الحكم، ومدينة سانت بطرسبرغ.أكد غريغوري غوروف، رئيس منظمة "روسمولوديج"، أن هذه الرحلات تتيح للمشاركين الأجانب فرصة فريدة لرؤية "روسيا الحقيقية"، مشيرًا إلى أن التنوع الجغرافي والثقافي لهذه المناطق يفتح آفاقًا واسعة أمام الشباب، ويعزز فهمهم العميق للبلاد.

بدوره، أوضح دميتري إيفانوف، المدير العام لمديرية المهرجان، أن البرنامج الإقليمي يمثل تجربة استثنائية، حيث أشار إلى أن 2000 مشارك في النسخة السابقة من المهرجان، والذين زاروا 30 مدينة روسية، أكدوا أن هذه الزيارات غيّرت نظرتهم إلى روسيا بشكل جذري، بعد أن عاشوا تجربة الحياة اليومية، وتذوقوا كرم الضيافة الروسية، واستكشفوا ثقافتها العريقة.تنوع المشاركين والوجهاتضم البرنامج الإقليمي ممثلين عن دول متنوعة مثل الأرجنتين، بلجيكا، بلغاريا، بريطانيا العظمى، إيطاليا، فنزويلا، كينيا، الصين، إثيوبيا، المغرب، صربيا، تنزانيا، كازاخستان، أوسيتيا الجنوبية، سلوفاكيا، والغابون، وغيرها. وصممت الرحلات لتقدم مزيجًا من البرامج الثقافية، التعليمية، والرياضية، لتعكس التنوع الغني لروسيا.

في منطقة يامالو-نينيتس ذاتية الحكم، قام المشاركون بجولات سياحية في مدينتي سالخارد ولابيتنانجي، وعبروا الدائرة القطبية الشمالية، وشاركوا في فعاليات تسلط الضوء على ثقافة الشعوب الأصلية في الشمال، وزاورا مراكز تعليمية. وأعرب كيتل ديان أنجيل من المكسيك عن إعجابه الشديد بهذه التجربة، مشيدًا بالاحترام العميق للثقافة الأصلية والدعم الحكومي لمبادرات الشباب، واصفًا إياها بأنها "تجربة ملهمة تستحق التأمل"، خاصة مقارنةً بالتحديات التي تواجه الشباب في دول أمريكا اللاتينية.وفي إيفانوفو، استكشف المشاركون تاريخ المدينة من خلال زيارات لجامعاتها، وحضروا حفلاً موسيقياً بعنوان "نحن روسيا"، وشاهدوا مباراة كرة سلة.

كما التقوا بحاكم المنطقة ستانيسلاف فوسكريسنسكي، واطلعوا على مشروع إنشاء حرم جامعي يُعد واحدًا من 18 حرمًا في روسيا. أما في أومسك، فقد تعرف الشباب على التقاليد الروسية والتتارية والكازاخية، حيث استُقبلوا بخبز الكارافاي التقليدي وأغاني شعبية، وشاركوا في صنع كعك الزنجبيل، وزاورا منشآت صناعية، ومعالم تاريخية مثل كاتدرائية رقاد السيدة العذراء وقلعة أومسك.في ياروسلافل، رحبت أولغا ستانيشيفسكايا، وزيرة سياسات الشباب، بالمشاركين، الذين تجولوا في المركز التاريخي للمدينة، والتقطوا صورًا على ضفاف نهري الفولغا وكوتوروسلي.

كما زاروا الجامعة التربوية لمناقشة فرص الطلاب الدوليين، وشاركوا في مشروع "غرفة ملابس الخيال" لتلوين الملابس الطبية للأطفال. وفي خاكاسيا، بدأ البرنامج باستقبال تقليدي تضمن طقوسًا وأغاني وحلويات، وزيارة إلى المتحف الوطني الذي يحمل اسم السيد كيزلاسوف، حيث شاهد المشاركون نقوشًا صخرية تعكس تاريخ المنطقة.تجربة ثقافية تغيّر المنظوريواصل مهرجان الشباب العالمي دوره كجسر للتواصل الثقافي بين شباب العالم، مقدمًا تجربة غامرة تجمع بين الاستكشاف الثقافي، التعليمي، والرياضي. من خلال هذه الرحلات، يحظى المشاركون بفرصة فريدة لفهم روسيا بعمق، واكتشاف تنوعها الثقافي، وتجربة كرم ضيافتها، مما يسهم في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب.