وليد صبري

أساليب الاسترخاء ونمط الحياة الصحي عوامل مهمة لدعم العلاج الطبي

قصة متعافية.. المرض ليس النهاية بل درس ثمين أعاد ترتيب الأولويات

قالت الطبيبة العامة وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. فاطمة متروك إن تشخيص سرطان الثدي يُعد من أصعب المواقف التي قد تواجهها المرأة في حياتها، مؤكدة أنه لا يترك أثراً جسدياً فقط، بل يمتد تأثيره إلى النفس والمشاعر والعلاقات الاجتماعية.

وأوضحت أنه عند سماع الخبر قد تتدفق مشاعر متناقضة من خوف وقلق وارتباك وغضب، وقد تشعر المصابة بأن عالمها انهار فجأة، لافتةً إلى أن هذه المشاعر طبيعية، لكن تبني استراتيجيات فعالة للتكيف يساعد على تجاوز المرحلة بثبات وقوة.

وأضافت أن من أبرز هذه الاستراتيجيات طلب الدعم النفسي والاجتماعي، سواء عبر مشاركة المشاعر مع العائلة والأصدقاء، أو من خلال الانضمام إلى مجموعات دعم مخصصة للمصابات بالسرطان، مشيرةً إلى أن الحديث مع مختص نفسي أو مستشار يسهم في فتح آفاق إيجابية ويخفف القلق.

وتابعت أن المعرفة والاطلاع عنصر أساسي للتغلب على الخوف، إذ يساعد فهم طبيعة المرض وخيارات العلاج المتاحة مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي والإشعاعي على تعزيز الشعور بالتحكم وتقليل رهبة المجهول، مضيفة أن الاطلاع على قصص المتعافيات يمنح الأمل، ويدعم الإيمان بفرص الشفاء.

وأشارت متروك إلى أهمية ممارسة أساليب الاسترخاء مثل التأمل وتمارين التنفس العميق والمشي أو اليوغا، مؤكدة أن هذه الأنشطة تساهم في تخفيف التوتر وتحسين المزاج وتعزيز مناعة الجسم.

كما شددت على ضرورة الحفاظ على نمط حياة صحي قائم على التغذية المتوازنة، النوم الكافي، والابتعاد عن التدخين والمنبهات الزائدة، لدعم الجسد والنفس خلال رحلة العلاج.

ولفتت إلى أن تحديد أهداف يومية صغيرة يمنح المريضة شعوراً بالإنجاز ويزيد الدافعية، ويساعد في الحفاظ على الروتين الذي يعزز الاستقرار النفسي. كما أوضحت أن اللجوء إلى الإيمان والروحانية يمثل مصدراً مهماً للطمأنينة الداخلية، ويمنح القوة لمواجهة التحديات.

ونقلت عن إحدى المتعافيات قولها: "في البداية شعرت أن حياتي توقفت، لكن مع مرور الوقت أدركت أن المرض ليس النهاية. الدعم من أسرتي وإيماني العميق بالله منحاني قوة لم أتخيلها. اليوم أنظر إلى التجربة كدرس ثمين علمني الصبر، وأعاد ترتيب أولوياتي، فأصبحت أقدر كل لحظة وأعيشها بامتنان".

وختمت متروك بالتأكيد على أن العناية بالصحة النفسية خلال رحلة العلاج لا تقل أهمية عن العلاج الطبي، إذ تعزز القدرة على التكيف، وتغرس الأمل، وتفتح أبواباً لحياة أكثر قوة وإيجابية حتى بعد انتهاء العلاج، لتتحول التجربة إلى نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة مليئة بالوعي والشجاعة.