كشفت مصادر أن الاتحاد الأوروبي يدرس تصنيف مادة الإيثانول، المستخدمة على نطاق واسع في معقمات اليدين والمنظفات، كمادة خطرة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان ومضاعفات الحمل، ما قد يؤدي إلى حظر عدد كبير من المنتجات المعقِّمة المستخدمة في المستشفيات والمؤسسات الصحية.
توصية داخلية تثير الجدل
وأفاد التقرير أن مجموعة عمل تابعة لوكالة المواد الكيميائية الأوروبية (ECHA) أصدرت توصية داخلية في 10 أكتوبر 2025 تشير إلى أن الإيثانول يُعد مادة سامة، ويجب استبداله في منتجات التنظيف والمعقمات.
ومن المقرر أن تجتمع لجنة المنتجات البيوسيدية التابعة للوكالة بين 25 و28 نوفمبر المقبل لمناقشة القرار.
احتمالات الحظر واستبدال الإيثانول
وقالت الوكالة إنه في حال خلصت اللجنة إلى أن "الإيثانول مادة مسرطنة"، فستوصي باستبداله، على أن يُتخذ القرار النهائي من قبل المفوضية الأوروبية.لكن الوكالة أوضحت أيضًا أنه "قد تتم الموافقة على استمرار استخدام الإيثانول في التطبيقات البيوسيدية إذا ثبت أنها آمنة ولم تُوجد بدائل مناسبة".
مادة أساسية في معقمات كوفيد-19
خلال جائحة كوفيد-19، أصبح الإيثانول مكوّناً أساسياً في معقمات اليدين وأدوات النظافة العامة، نظراً لفعاليته في القضاء على الفيروسات والبكتيريا والفطريات. كما يُستخدم على نطاق واسع في المستشفيات وصناعة الأغذية ومنتجات التنظيف اليومية.
مراجعة أوروبية ومخاوف صحية
وفي أبريل الماضي، بدأت المفوضية الأوروبية مراجعة شاملة للإيثانول، المعروف أيضاً كمكوّن رئيسي في المشروبات الكحولية، للتحقق من مخاطره الصحية المحتملة عند استخدامه كمطهّر.
ويُذكر أن بيانات المخاطر الصحية تستند أساساً إلى استهلاك الكحول عن طريق الشرب، لا إلى الاستخدام الخارجي في المعقمات. فشرب الكحول يرفع تركيز الإيثانول في الدم بسرعة، مما يزيد خطر السرطان، بحسب منظمة الصحة العالمية.
موقف منظمة الصحة العالمية
تجدر الإشارة إلى أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) — التابعة لمنظمة الصحة العالمية — تصنف المشروبات الكحولية ضمن "المجموعة الأولى من المواد المسرطنة المؤكدة"، بينما لم تصنف الإيثانول النقي كمسرطن عند الاستخدام الخارجي. كما تؤكد المنظمة أن كلًا من الإيثانول والإيزوبروبانول آمنان عند استخدامهما في نظافة اليدين.