وليد صبري

أكدت استشارية الصحة العامة ورئيسة جمعية أصدقاء الصحة د. كوثر العيد أن تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يعد من أهم التطعيمات الوقائية التي أوصت بها المنظمات الصحية العالمية، لما له من دور كبير في حماية الأفراد من مجموعة من الأمراض الخطيرة.

وأوضحت أن فيروس HPV هو أحد أكثر الفيروسات شيوعاً، وترتبط بعض سلالاته ارتباطاً وثيقاً بحدوث سرطانات مختلفة، أبرزها سرطان عنق الرحم، إلى جانب سرطانات الفم والحلق والشرج وبعض أنواع الثآليل التناسلية.

وقالت إن أهمية هذا التطعيم تكمن في أنه لا يعالج العدوى بعد حدوثها، بل يعمل كدرع وقائي قبل التعرض للفيروس، مما يقلل من نسب الإصابة بشكل ملحوظ. تشير الدراسات إلى أن إدخال التطعيم ضمن برامج التطعيم الوطنية ساهم في انخفاض معدلات سرطان عنق الرحم بشكل ملموس في الدول التي اعتمدته منذ سنوات.

وأضافت أن الفئة العمرية المستهدفة هي في المقام الأول الفتيات والفتيان من عمر 9 سنوات حتى 14 عاماً، كما يمكن إعطاؤه حتى عمر 26 عاماً، وفي بعض الحالات الخاصة حتى عمر 45 عاماً بعد استشارة الطبيب.

وأشارت إلى أن التطعيم ليس موجهاً للفتيات فقط، بل للذكور أيضاً، إذ يسهم في حمايتهم من السرطانات المرتبطة بالفيروس، وكذلك في الحد من انتشار العدوى داخل المجتمع.

وذكرت أن الآثار الجانبية للتطعيم عادةً ما تكون بسيطة ومؤقتة، وتشمل ألماً أو احمراراً في موضع الحقن أو ارتفاعاً طفيفاً في الحرارة، ولهذا يُعطى التطعيم في بيئة صحية مؤهلة للتعامل مع مثل هذه الحالات. مقارنة بالفوائد الضخمة التي يوفرها في الوقاية من أمراض قد تهدد الحياة، تبقى هذه الأعراض الجانبية محدودة ولا تشكل عائقاً أمام تلقيه.

كما أكدت على أن التطعيم لا يغني عن أهمية الفحص المبكر لسرطان عنق الرحم (مسحة عنق الرحم) عند النساء البالغات، بل يكمل الإجراءات الوقائية الشاملة. كما أن الوعي المجتمعي له دور كبير في تقليل التردد أو المخاوف المرتبطة بالتطعيم.

وشددت على أن تطعيم HPV يمثل استثماراً صحياً طويل الأمد، يحمي الأفراد والمجتمع من أمراض خطيرة، ويعزز فرص حياة صحية أكثر أماناً، مشيرة إلى أن اعتماده ضمن برامج التطعيم الوطنية والتشجيع على أخذه في السن المناسبة يعد خطوة أساسية نحو مجتمع خالٍ من السرطانات المرتبطة بهذا الفيروس.