تتزايد المخاوف عالميا بشأن مستقبل الوظائف مع التقدم المستمر لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، في وقت يرى فيه البعض هذه التكنولوجيا فرصة لتعزيز الإنتاجية وابتكار طرق جديدة للعمل، بينما يحذر آخرون من مخاطرها على سوق العمل، لا سيما في مهام تعتمد على التفكير الإبداعي والتواصل البشري.

ويرى خبراء أن الذكاء الاصطناعي قد يستبدل عدداً كبيراً من الوظائف التقليدية، من السيارات ذاتية القيادة إلى الطب والنماذج اللغوية الكبيرة، ما يثير التساؤلات حول الوظائف التي قد تكون أكثر أماناً.

وفي هذا الإطار، حدد الخبير روبرت فيلبس مجموعة من المهن التي قد تكون أقل عرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن المهام التي تتطلب التعاطف والتواصل البشري، مثل المتخصصين في الصحة العقلية والمستشارين، تحتاج إلى وجود الإنسان والثقة والتفاعل المباشر، وهي عناصر لا يمكن للذكاء الاصطناعي استبدالها، وفقا لموقع Unilad.

كما أشار فيلبس إلى أن وظائف عمال الطوارئ مثل المسعفين ورجال الإطفاء تعتمد على التواجد الجسدي واتخاذ القرارات في بيئات غير متوقعة، ما يجعلها أقل عرضة للأتمتة.

وحتى في المجالات الإبداعية مثل الكتابة والتصميم والموسيقى، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء محتوى، لكن الإبداع الحقيقي والقدرة على ابتكار أعمال أصلية لا يمكن استبدالها.

وأوضح فيلبس أن الذكاء الاصطناعي قادر على استبدال المهام الروتينية والمتكررة فقط، مما يتيح للعاملين التركيز على المهارات مثل الإبداع والتفكير النقدي والتواصل والأخلاقيات، وهي مهارات ستزداد قيمتها في المستقبل.

ولكن ليس كل الوظائف في مأمن من الخطر، فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها OpenAI بعنوان "قياس أداء نماذجنا في المهام الواقعية" أن هناك وظائف معرضة بشكل خاص للاستبدال، حيث تقارن الدراسة بين أداء البشر والذكاء الاصطناعي في مهام محددة لتحديد نسبة "الفوز" للذكاء الاصطناعي.

وتشير النتائج إلى أن 44 وظيفة تعتبر الأكثر عرضة للاستبدال، وتأتي نسب فوز الذكاء الاصطناعي في المهام مقارنة بالبشر على النحو التالي:

موظفو الكاونتر والإيجارات: 81%

مدراء المبيعات: 79%

موظفو الشحن والاستلام والمخزون: 76%

المحررون: 75%

مطورو البرمجيات: 70%

المحققون الخاصون: 70%

مسؤولو الامتثال: 69%

المشرفون المباشرون على موظفي المبيعات غير التجزئة: 69%

ممثلو المبيعات بالجملة والتصنيع (باستثناء المنتجات التقنية والعلمية): 68%

مدراء العمليات العامة: 67%

مدراء الخدمات الطبية والصحية: 65%

المشترون ووكلاء الشراء: 64%

المستشارون الماليون الشخصيون: 64%

مدراء الخدمات الإدارية: 62%

ممثلو خدمة العملاء: 59%

المشرفون المباشرون على موظفي المبيعات بالتجزئة: 59%

المشرفون المباشرون على موظفي الإنتاج والتشغيل: 58%

ممارسو التمريض المتقدمين: 56%

وسطاء العقارات: 54%

محللو الأخبار والمراسلين والصحفيون: 53%

مدراء نظم الكمبيوتر والمعلومات: 52%

المشرفون المباشرون على الشرطة والمحققين: 49%

ممثلو المبيعات بالجملة والتصنيع للمنتجات التقنية والعلمية: 47%

المحامون: 46%

أخصائيو إدارة المشاريع: 42%

العاملون الاجتماعيون للأطفال والعائلات والمدارس: 42%

سكرتيرو الأطباء والمساعدون الإداريون: 42%

وكلاء مبيعات الأوراق المالية والسلع والخدمات المالية: 42%

المشرفون المباشرون على موظفي المكاتب والدعم الإداري: 41%

محللو الاستثمار المالي: 41%

العاملون في مجال الترفيه: 37%

الممرضون المسجلون: 37%

مدراء الممتلكات والعقارات والجمعيات المجتمعية: 34%

المديرون الماليون: 32%

المنتجون والمخرجون: 31%

فنيو الصوت والفيديو: 30%

موظفو الاستقبال: 29%

موظفو الطلبات: 28%

وكلاء مبيعات العقارات: 27%

الصيادلة: 26%

المحاسبون والمدققون: 24%

المهندسون الميكانيكيون: 23%

المهندسون الصناعيون: 17%

محررو الأفلام والفيديو: 17%

تُظهر هذه النسب أن الذكاء الاصطناعي قادر على استبدال بعض الوظائف بشكل أسرع، فيما تظل بعض المهن تعتمد بشكل أساسي على التفكير الإبداعي والتواصل البشري والمهارات المعقدة، ما يجعلها أكثر أمانا في مواجهة الثورة التكنولوجية القادمة.