د. كوثر العيد

تُعد جمعية السكري البحرينية إحدى الركائز الوطنية المهمة في تعزيز الوعي الصحي والوقاية من مرض السكري، الذي يُعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً.

فمنذ تأسيسها، أولت الجمعية اهتماماً كبيراً بالتثقيف الصحي، وتبنت رؤية واضحة تهدف إلى تمكين الأفراد من فهم طبيعة المرض وأساليب الوقاية منه والتعامل السليم مع مضاعفاته، لتكون نموذجاً رائداً في العمل المجتمعي الصحي.

يبرز دور الجمعية في تنظيم حملات توعوية متواصلة على مدار العام، تستهدف مختلف فئات المجتمع من أطفال وشباب وكبار سن، إضافة إلى المرضى وأسرهم.

وتتنوع هذه الحملات بين المحاضرات التثقيفية وورش العمل والفحوصات المجانية في المجمعات التجارية والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة، مما يسهم في إيصال الرسائل الصحية بطريقة مبسطة ومباشرة.

كما تُفعّل الجمعية مشاركاتها في المناسبات العالمية، وعلى رأسها اليوم العالمي للسكري في 14 نوفمبر من كل عام، حيث تطلق فعاليات وطنية واسعة تسلط الضوء على شعار العام المعتمد من منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للسكري.

ولا يقتصر دور الجمعية على التوعية فقط، بل يمتد إلى بناء شراكات مجتمعية فعّالة مع المؤسسات الصحية والتعليمية والإعلامية، لضمان استدامة الأثر ونشر الثقافة الصحية بشكل أوسع.

كما تعمل الجمعية على تدريب كوادر تطوعية متخصصة قادرة على التواصل مع المجتمع بلغة قريبة وبأسلوب مؤثر، مما يعزز روح المبادرة والمسؤولية لدى الشباب البحريني.

ومن الجهود المستمرة كذلك، التركيز على التثقيف الغذائي ونمط الحياة الصحي، من خلال الحملات التي تشجع على النشاط البدني، والاختيار الواعي للطعام، وتقليل استهلاك السكر والمشروبات الغازية.

كما تهتم الجمعية بتوجيه مرضى السكري نحو المتابعة الدورية والعناية بالقدمين والأسنان والعينين، لتجنب المضاعفات الخطيرة التي يمكن الوقاية منها بالوعي المبكر.

أما الأثر المستدام الذي تركته هذه الجهود، فيتمثل في رفع مستوى الوعي المجتمعي بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وزيادة الإقبال على الفحوصات المبكرة، وتحسن التزام المرضى بالعلاج ونمط الحياة الصحي.

كما أسهمت الحملات في تغيير الصورة النمطية عن السكري من كونه مرضًا مزمنًا إلى حالة يمكن التعايش معها بنجاح عبر المعرفة والوقاية.

إن جمعية السكري البحرينية تمثل نموذجًا وطنيًا في العمل التطوعي الصحي، يجمع بين العلم والممارسة، والتوعية والتأثير، ويجعل من رسالتها في التثقيف الصحي نهجًا مستمرًا لبناء مجتمع أكثر وعيًا وصحة.

فاستدامة أثرها لا تتحقق فقط من خلال الفعاليات، بل من خلال الوعي الذي يترسخ في الأجيال الجديدة، لتبقى البحرين نموذجًا في مكافحة السكري بالتعاون والتكامل بين المجتمع والمؤسسات.

* استشارية الصحة العامة - عضو مجلس إدارة جمعية السكري البحرينية - رئيس لجنة التوعية والإعلام بالجمعية