د. محمد قحطان جبر

صحة الفم مرآة لصحة الجسم لذلك، فهي تعد من الأولويات، فكل الناس تحب أن تتمتع بصحة جيدة وحياة صحية، وتسعى دائماً إلى أن تحسن قدر الإمكان من نمط حياتها، مع نمط الحياة المتسارع كثير منا ينسى أو يتهاون بالاهتمام بصحة الفم والأسنان، والتي أبسّط إجراءاتها يكون بالعناية اليومية المنزلية وبالفحص الدوري عند طبيب الأسنان فالتأخير أو التهاون في ذلك يسبب بعض الإزعاجات مثل رائحة الفم والتهابات اللثة أو النزيف البسيط عند التفريش وتسوسات الأسنان، والتي تنتهي لاحقاً بزيارة طبيب الأسنان للبدء بإجراءات علاجية منها البسيط ومنها المعقد.

لذلك اليوم سأسلط الضوء على حل سريع وسحري للحد والتقليل قدر الإمكان من هذه المشاكل وهو موجود ومتوفر في كل منزل ألا وهو المضمضة بالماء والملح.. نعم إنه الماء والملح.. فعلى الرغم من بساطته ماذا يفعل وما هو سحره وتأثيره على الفم والأسنان.

إن السر يكمن في أن المضمضة بالماء والملح تقوم بإبطال وبإيقاف كل العملية التي تقوم عليها التهابات الفم والأسنان فكيف يكون ذلك.

إن كل الاتهابات التي تصيب اللثة والأسنان تعتمد على الحموض الناتجة عن تحلل الأطعمة المتبقية في الفم وعلى الجراثيم التي تتغذى على تلك البقايا والتي تفرز بدورها سموماً ذات طبيعة حمضية أيضاً.

هذه الحموض هي التي تذيب ميناء الأسنان، وتسبب النخور والتسوسات وهي التي تسبب التهابات اللثة ورائحة الفم المزعجة.

إذاً فجوهر المشكلة يكمن في الوسط الحمضي أو الطبيعة الحمضية للفم، فإن الماء والملح له طبيعة قلوية (عكس الحمضية) ولا يمكن للجراثيم الضارة العيش فيه.. المضمضة بالماء والملح تقوم بقتل الجراثيم الضارة وأيضاً تقوم بتعديل الوسط الحمضي، وتجعله معتدلاً وبالتالي لا توجد حموض أو سموم وبالتالي تعطيل وتخريب كل العملية التي تسبب الالتهابات.

كما أنه يحافظ على البيئة الطبيعية للفم؛ وبالتالي يحافظ على المناعة الفموية بشكل جيد؛ حيث إن الاستخدام المفرط لغسولات الفم التجارية ولمدة طويلة يضعف المناعة الفموية؛ لأنها تغير من بيئة الفم فكيف أصنع هذه المضمضة.

بكل بساطة كوب من الماء الدافئ (أي ما يقارب 250ml) أضع فيه ملعقة صغيرة من الملح، وأقوم بتحريكها حتى الذوبان؛ ومن ثم مضمضة وغرغرة يفضل عملها مرتين يومياً، لكن أفضل وقت لها هو قبل النوم، وبعد تفريش الأسنان.

(وأقول ماء دافئاً؛ لأنه ينشط الدورة الدموية في الفم)، المضمضة بالماء والملح هو المحلول الوحيد الذي ليس له أي آثار جانبية إطلاقاً، ويفضل أن يكون جزءاً من نمط الحياة بشكل دائم.

طبعاً هنا يجب أن نذكر ونؤكد أنه لا يمكن الاستغناء عن فرشاة ومعجون الأسنان والزيارات الدورية لطبيب الأسنان فدور الماء والملح هو دور مكمل، ولا يغني عنهما.

* اختصاصي جراحة الفم والوجه والفكين