أظهرت دراسة علمية جديدة أن استخدام دواء "كولشيسين" الشائع في علاج النقرس يمكن أن يسهم في خفض مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك عند تناوله بجرعات منخفضة دون تسجيل آثار جانبية خطيرة.
وتركز المراجعة على دور الالتهاب المزمن منخفض الدرجة في تعزيز احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، وهو ما يجعل "كولشيسين" – بفضل خصائصه المضادة للالتهابات – خيارًا واعدًا للوقاية الثانوية لدى هذه الفئة من المرضى.
وشملت الدراسة تحليل 12 تجربة سريرية محكمة شارك فيها نحو 23 ألف شخص ممن لديهم تاريخ مرضي مرتبط بالقلب أو السكتات الدماغية. وتناول المشاركون جرعات منخفضة من الدواء بلغت 0.5 ملغ مرة أو مرتين يوميًا لمدة لا تقل عن ستة أشهر، فيما تلقى آخرون دواءً وهميًا أو استمروا على العلاج المعتاد.
وكشفت النتائج أن المرضى الذين تناولوا "كولشيسين" كانوا أقل عرضة للإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية، إذ انخفضت 9 حالات لكل ألف شخص عولجوا بالدواء مقارنة بالمجموعة الأخرى. وكانت أبرز الآثار الجانبية التي رُصدت عبارة عن مشكلات بسيطة في الجهاز
الهضمي، سرعان ما تلاشت.
وأوضح الدكتور رامين إبراهيمي، المشارك في إعداد المراجعة من جامعة الطب في غرايفسفالد بألمانيا، أن الدواء قد يسهم في تقليل حدوث نحو نوبتين قلبيتين أو سكتتين من بين كل 200 مريض، ما يعكس أهميته المحتملة في الحد من المضاعفات الخطيرة لأمراض القلب.
ورغم النتائج الإيجابية، شدد الباحثون على أهمية إجراء المزيد من الدراسات لتحديد تأثير "كولشيسين" في تقليل معدلات الوفيات العامة أو الحاجة إلى إجراءات علاجية إضافية كإعادة تروية الشريان التاجي، مؤكدين أن البيانات المتاحة حتى الآن لا تزال غير حاسمة في هذا الجانب.