وليد صبري

قال استشاري أول الغدد الصماء بمستشفى رويال البحرين ورئيس الجمعية الخليجية، د. وئام حسين، إن العالم يحتفل في الرابع عشر من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للسكري، في ذكرى ميلاد العالم فريدريك بانتنغ، الذي شارك في اكتشاف الإنسولين عام 1921، مشيراً إلى أن موضوع عام 2024-2025 يتمحور حول "السكري في بيئة العمل"، موضحاً أن 7 من كل 10 مصابين بالسكري هم في عمر العمل.

وأوضح حسين أن عدد المصابين بالسكري حول العالم بلغ 589 مليون شخص، وأن ثلاثة من كل أربعة منهم يعيشون في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، في حين أن نحو نصف البالغين المصابين لا يعلمون بإصابتهم، ما يحرمهم من التشخيص المبكر والعلاج المناسب.

وأشار إلى أن كثيراً من المصابين بالسكري في أماكن العمل لا يزالون يواجهون صعوبات نفسية وسلوكية، حيث يخفي بعضهم مرضه، أو يتجنب أخذ الإنسولين أمام الآخرين، أو يتخطى وجباته وقياس السكر خوفاً من لفت الانتباه، مما يؤدي إلى ضغط نفسي يؤثر في صحتهم وأدائهم وثقتهم بأنفسهم.

وأكد أن الاتحاد الدولي للسكري دعا هذا العام إلى خلق بيئات عمل داعمة وشاملة، حيث يشعر الأشخاص المصابون بالسكري بالقبول والمساواة دون تمييز أو تقييم على أساس حالتهم الصحية، مشدداً على أن الهدف هو أن يتمكن المصابون من العمل والنجاح دون التضحية بصحتهم.

وبيّن حسين أن الاهتمام ببيئة العمل ضروري لأن 7 من كل 10 مصابين بالسكري هم في عمر العمل، و3 من كل 4 يعانون القلق أو الاكتئاب، بينما 4 من كل 10 يرون أن إدارة السكري في مكان العمل تؤثر سلباً على صحتهم النفسية، و4 من كل 5 مرّوا بما يعرف بـ"إرهاق السكري"، أي الشعور بالتعب من إدارة المرض المستمرة.

وأوضح أن أبرز التحديات التي يواجهها المصابون في أماكن العمل تشمل رفض منح وقت للمواعيد الطبية، وعدم وجود سياسات دعم واضحة، ورفض إعطاء فترات راحة لقياس السكر أو تناول وجبات، وغياب أماكن مناسبة لأخذ الإنسولين، وسوء الفهم والتمييز ضد المرضى.

وأضاف حسين قائلاً: "أدعو كل أصحاب العمل حول العالم إلى عدم الحكم على الشخص المصاب بالسكري، فهم قادرون تماماً مثل أي شخص آخر".

وذكر أن هناك 10 طرق عملية لدعم المصابين بالسكري في أماكن العمل، وهي: توفير مكان خاص وآمن لإدارة الحالة الصحية، والسماح بالوصول إلى طعام وماء ودورات مياه ووقت كافٍ للاحتياجات الصحية، وتوفير مسعف مدرّب ومستلزمات طوارئ خاصة بالسكري، وخلق بيئة خالية من التنمر والسخرية والتمييز، وتقديم ساعات عمل مرنة أو إمكانية العمل عن بُعد عند الحاجة، وتوفير دعم نفسي وصحي مستمر، وتوفير خيارات غذائية صحية في أماكن العمل، وتشجيع النشاط البدني وبرامج العافية، ونشر التوعية حول السكري بين الموظفين، وتنظيم فحوصات الكشف المبكر في مقار العمل.

وأكد حسين أن البيئة الداعمة ليست مجاملة، بل استثمار في الصحة والإنتاجية، إذ تسهم في تحسين الأداء، وتقليل الإجازات المرضية، ورفع الثقة والانتماء إلى المؤسسة.

واختتم بالتأكيد على شعار هذا العام "اعرف أكثر، وافعل أكثر من أجل السكري في مكان العمل”، قبل أن يشدّد على أن "المصاب بالسكري يستحق أن ينجح ويزدهر - لا أن يكتفي بالتعايش".