وليد صبري

قالت الأكاديمية والباحثة في الطب الجزيئي وعضو جمعية أصدقاء الصحة، د. رباب عبدالوهاب، إنه تم الاعتراف رسمياً بنوع جديد من داء السكري لا يرتبط بالسمنة، بل بسوء التغذية، وذلك بعد عقود من رصده لأول مرة في الدول النامية، وفقاً لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية. وأوضحت أن الاتحاد الدولي للسكري أعلن عن هذا النوع تحت اسم السكري من النوع الخامس أو سكري النضج المبكر لدى الشباب (مودي)، وهو مرض نادر يظهر لدى المراهقين والشباب نتيجة سوء التغذية، وليس بسبب السمنة أو نمط الحياة.

وجاء الاعتراف الدولي خلال تصويت عُقد في أبريل 2025 في المؤتمر العالمي لداء السكري في بانكوك، بعد سنوات من النقاش حول تعريف المرض. ويعتبر هذا الاعتراف خطوة مهمة لرفع الوعي بنوع يهدد حياة عدد كبير من المصابين، حيث جرى تشكيل مجموعة عمل دولية لوضع إرشادات رسمية لتشخيصه وعلاجه خلال العامين المقبلين، بهدف تحسين دقة التشخيص وتقديم علاجات تتناسب مع طبيعة المرض الوراثية.

وأشارت إلى أن النوع الخامس من السكري مرض وراثي يمكن أن يُورث من أحد الوالدين بنسبة تصل إلى 50%، ويظهر عادة في سن المراهقة أو أوائل العشرينات. وتم رصد هذا المرض لأول مرة في جامايكا عام 1955، وصنّفته منظمة الصحة العالمية في الثمانينيات كـ"سكري مرتبط بسوء التغذية"، قبل سحب التصنيف عام 1999 لعدم كفاية الأدلة حينها.

ويُعتقد أن هذا النوع يصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم، خصوصاً في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وينجم عن انخفاض شديد في إنتاج الإنسولين نتيجة خلل في خلايا البنكرياس بسبب سوء التغذية. وغالباً ما يُشخص المصابون به خطأً على أنهم يعانون من السكري من النوع الأول، رغم اختلاف آلية المرض بينهما، إذ أن إعطاء الأنسولين في هذه الحالة قد يكون خطيراً، ويؤدي إلى انخفاض حاد في سكر الدم.

وأضافت د. رباب عبدالوهاب أن الكشف المبكر وإدارة الحالة بدقة يمكن أن يحدثا فرقاً كبيراً في حياة المصاب، إلا أن الكثير من المرضى لا يعيشون لأكثر من عام بعد التشخيص، بسبب نقص الوعي بالعلاج المناسب. وتشير الدراسات الأولية إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين ومنخفض الكربوهيدرات مع ضمان توفير المغذيات الدقيقة قد يكون مناسباً، إلا أن هذه التوصيات ما تزال تحتاج إلى دراسات سريرية موثقة.

واختتمت بأن اكتشاف هذا النوع يمثل نقلة مهمة في فهم داء السكري، ويُسلّط الضوء على أهمية التغذية الجيدة والتشخيص الدقيق، خاصة في الدول الأقل دخلاً وبين الأطفال والمراهقين.