وليد صبري
قال استشاري جراحة الأقدام السكرية والعناية بالجروح وعضو جمعية السكري البحرينية د. عبدالله محمد إن مرض السكري يُعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في البحرين والخليج، ومعه تزداد المضاعفات التي قد تهدد حياة المريض إذا لم يتم كشفها والتعامل معها مبكراً، مشيراً إلى أن من أخطر هذه المضاعفات هي التهاب العظم (Osteomyelitis)، وهي عدوى تصيب العظام غالباً نتيجة إهمال قرح القدم السكري وعدم تلقيها العلاج اللازم في المراحل الأولية من المرض.
وأضاف أنه عندما تظهر قرحة في القدم لدى مريض السكري، فإن ثلاثي الرعب لمرضى السكري؛ ضعف الدورة الدموية، وفقدان الإحساس بالألم بسبب الاعتلال العصبي، والالتهاب، يجعل المريض لا يشعر بخطورة الوضع، محذراً من أنه إذا تُركت القرحة دون علاج، يمكن أن تنتقل العدوى من الجلد والأنسجة المحيطة إلى العظام، مسببة التهاباً شديداً يصعب علاجه.
وحذر من أن إهمال هذه الحالة قد يؤدي إلى: انتشار العدوى في العظام والأنسجة المحيطة، وتكوّن خراجات مزمنة وصديد داخل العظم، والحاجة إلى جراحة معقدة، وفي كثير من الحالات بتر القدم أو الساق لإنقاذ حياة المريض.
وأوضح د. محمد أن عملية بتر تحدث كل 30 ثانية عالمياً، بسبب مضاعفات القدم السكرية، وتمثل 50 إلى 70% من جميع حالات البتر غير الناتجة عن إصابات، مشيراً إلى أن الدراسات تؤكد أن أكثر من 80% من حالات البتر يمكن تجنبها بالكشف المبكر والعناية بالقدم.
وعن كيفية تجنب تفاقم الحالة، أكد أن الوقاية تبدأ من الاكتشاف المبكر، مشدداً على أهمية اتباع مرضى السكري للإجراءات التالية:
- فحص القدمين يومياً بحثاً عن أي جروح أو قرح.
- مراجعة الطبيب فوراً عند ظهور أي تغيرات.
- إجراء الفحوصات الدورية والسنوية للقدم (مثل اختبار المجس للوصول إلى العظم) للكشف عن العدوى قبل أن تتفاقم.
وحذر استشاري جراحة الأقدام السكرية من أن التهاب العظم ليس مجرد مضاعفة بسيطة، بل هو خطر حقيقي يبدأ بقرحة، وقد ينتهي بفقدان الطرف أو حتى الوفاة، مؤكداً أهمية الفحص المبكر والتدخل السريع لمنع تفاقم الحالة.