وليد صبري

قالت أخصائية التغذية العلاجية ونائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة، أريج السعد، إن داء السكري يُعد حالة مزمنة تتطلب إدارة طويلة الأمد للحد من مضاعفاته مثل أمراض القلب، الفشل الكلوي، فقدان البصر وتلف الأعصاب، مشيرةً إلى أن التساؤل بشأن إمكانية استبدال العلاجات الدوائية بالأعشاب أصبح متداولاً بشكل واسع. وأوضحت أن الإجابة العلمية هي أن الأعشاب لا ينبغي أن تُستخدم كبديل عن الأدوية الموصوفة، وإنما قد تُستخدم كعامل مساعد ضمن خطة علاج متكاملة، خاصة في النوع الثاني من السكري، بينما يبقى الأنسولين أساسيًا ولا بديل له في النوع الأول، كما لا تتوفر أدلة كافية حول سلامة الأعشاب أثناء سكري الحمل.

وبيّنت أن استبدال الأدوية بالأعشاب قد ينطوي على مخاطر صحية واضحة، إذ إن تأثير الأعشاب على خفض معدل السكر التراكمي غالباً ما يكون محدوداً ويتراوح بين (0.3 إلى 0.5%)، بينما تُحقق الأدوية المعتمدة خفضاً أكبر وأكثر ثباتاً يتراوح بين (0.8 إلى 1.5%). إضافةً إلى ذلك، قد تتسبب بعض الأعشاب بانخفاض شديد في سكر الدم عند تناولها بالتزامن مع الأنسولين أو الأدوية الخافضة للسكر، كما أن نقاوة وتركيز المنتجات العشبية تختلف بين الشركات وقد تكون بعض المكملات ملوثة أو غير دقيقة التركيز. كما شددت على وجود احتمالات للتداخلات الدوائية، مثل تأثير القرفة على الكبد أو تداخل الجينسنغ مع دواء الوارفارين. وأكدت أن تأخر التحكم في سكر الدم بسبب الاعتماد على علاجات غير مثبتة قد يزيد من خطر اعتلال الشبكية، الكلى، الأعصاب، إضافة إلى تأثيره على صحة القلب والأوعية الدموية.

واستعرضت أريج السعد أهم الأعشاب التي تمت دراستها في مرض السكري من النوع الثاني، مشيرةً إلى أن الحلبة تحتوي على مركبات فعالة مثل 4-هيدروكسي إيزوليوسين وغالاكتومانان، وقد أظهرت تحليلات ميتا (Frontiers، 2022) انخفاضاً في HbA1c بنحو 0.85% وتحسناً في سكر الصيام. كما يحتوي القرع المر على مركبات الكارانتين والفيسين والبوليبيبتيد-بي التي تحاكي عمل الإنسولين. وأوضحت أن القرفة، التي تحتوي على السينامالديهيد والبوليفينولات، قد تسهم في تنشيط مستقبلات الإنسولين، رغم اختلاف نتائج الدراسات. أما الجمنيما (Gymnema sylvestre)، التي تحتوي على أحماض الجمنيميك، فقد أظهرت الدراسات قدرتها على تقليل امتصاص السكر وزيادة إفراز الإنسولين عند استخدامها مع الأدوية. وأضافت أن الألوفيرا التي تحتوي على الفيتوستيرولات والألوين قد تساعد في تحسين تحمل الغلوكوز، رغم إمكانية تسببها باضطرابات هضمية. كما أشارت إلى الكركم الذي يحتوي على الكركمين المعروف بخصائصه المضادة للالتهابات وتحسين مقاومة الإنسولين، إضافة إلى الجينسنغ الذي يحتوي على الجينسنوسيدات ويساعد في تحسين وظيفة خلايا البنكرياس وزيادة حساسية الإنسولين.

وأكدت أن هذه الأعشاب قد تُستخدم، عند الحاجة، كجزء من العلاج الغذائي الطبي وتحت إشراف طبي مختص لتجنب التداخلات الدوائية وضمان اختيار منتجات ذات مصدر موثوق. ودعت المختصين إلى التركيز على العلاج الغذائي الطبي (MNT) القائم على ضبط الكربوهيدرات، زيادة تناول الألياف، خفض الوزن عند الضرورة، إلى جانب متابعة مستويات السكر وHbA1c بانتظام، مع استخدام الأعشاب كعامل مساعد وليس بديلاً عن العلاج الدوائي.