وليد صبري

قال استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، والطبيب الزائر بمستشفى الهلال برمير بمملكة البحرين، واستشاري مستشفى "إن إم سي رويال" في مدينة خليفة بأبوظبي، د. سامي جودة، إن مرض السكري بنوعيه يُعد من أهم الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان، وهو حالة تنتج عن ارتفاع مستوى السكر في الدم نتيجة عدم إنتاج البنكرياس لكمية كافية من الأنسولين أو بسبب عدم استجابة الجسم له بالشكل المطلوب، بينما يكون السبب في النوع الأول من المرض ذي منشأ مناعي، مشيراً إلى أن مرضى السكري الأكثر عرضة للسكتات الدماغية.

وأوضح جودة أن عدداً كبيراً من مرضى المخ والأعصاب هم في الأصل من مرضى السكري، مشيرًا إلى أن المرض قد يُعجّل بظهور أعراض الشيخوخة مثل اضطرابات الذاكرة وتراجع القدرات العقلية كما في حالات الزهايمر أو ما يُعرف بالشيخوخة المبكرة.

وأضاف أن السكري يؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي، سواء على المخ أو الأعصاب الطرفية، ويجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية مقارنة بغيرهم.

وبيّن أن الاعتلال العصبي السكري يُعد من أكثر المضاعفات شيوعًا، إذ يؤدي إلى فقدان الإحساس بالأطراف، خصوصًا القدمين، أو إلى تنميل واضطرابات حسية مزعجة قد تسبب جروحًا أو التهابات خطيرة، دون أن يشعر بها المريض. كما أشار إلى أن السكري قد يؤدي أيضًا إلى ضعف في الوظائف الحركية نتيجة تضرر الأعصاب المحركة أو بسبب ضعف مباشر في العضلات.

وأضاف جودة أن اعتلال العصب البصري يُعد من أبرز المضاعفات التي تلي الاعتلال العصبي، إذ يؤثر السكري على شبكية العين والأوعية الدقيقة المغذية لها، مما قد يؤدي إلى تدهور في الرؤية أو حدوث نزيف متكرر داخل العين.

وأوضح أن تأثير السكري على الأوعية الدموية الدقيقة يشمل كذلك المخ، وهو ما يفسر حالات الإغماء والدوار واضطراب التركيز والصداع المتكرر التي قد تصيب بعض المرضى.

وأشار إلى أن هبوط مستوى السكر في الدم قد يكون أخطر من ارتفاعه، لما يسببه من مضاعفات حادة تستدعي التدخل الفوري.

وشدّد على أن الوقاية من التأثيرات العصبية لمرض السكري تتطلب اتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة النشاط البدني بانتظام، وتناول نظام غذائي متوازن، والحفاظ على وزن مثالي، والحد من تناول الدهون المشبعة والسكريات، مع المتابعة الدورية لمستويات السكر والهيموغلوبين السكري.

وأكد د. جودة أن الفحص المبكر ومراجعة الطبيب المختص أمر بالغ الأهمية لتفادي المضاعفات العصبية، موضحًا أن فيتامين (ب12) يُوصف في كثير من الحالات للمساعدة في تحسين وظائف الأعصاب المتضررة.

وختم بالقول إن المتابعة المستمرة والالتزام بالعلاج والنظام الغذائي يمثلون الركائز الأساسية لحماية الجهاز العصبي من أضرار السكري.