وليد صبري
قالت الطبيبة العامة وعضو جمعية السكري البحرينية د. فاطمة متروك إن مرض السكري يُعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم، ويشكل تحدياً صحياً يتطلب التزاماً مستمراً بأسلوب حياة متوازن.
وأضافت أن ممارسة الرياضة بانتظام تعد من أهم الوسائل المساعدة على السيطرة على مستويات السكر في الدم، مشيرة إلى أنها ليست مجرد وسيلة لإنقاص الوزن، بل شريكاً أساسياً في رحلة مريض السكري نحو حياة أكثر صحة واستقراراً.
وأوضحت متروك أن الرياضة تساعد الجسم على زيادة حساسيته للأنسولين، مما يجعل الخلايا تستفيد من الجلوكوز في الدم بشكل أفضل، وهو ما يؤدي إلى خفض مستويات السكر. كما أشارت إلى أن النشاط البدني يساهم في تحسين الدورة الدموية وتقوية القلب وتقليل مخاطر المضاعفات مثل أمراض القلب والأعصاب التي قد تصيب مرضى السكري.
وبيّنت أن من المهم لمريض السكري اختيار نوع النشاط الرياضي المناسب له، مؤكدة أن الهدف ليس ممارسة تمارين شاقة، بل الاستمرارية في نشاط معتدل مثل المشي لمدة 30 دقيقة يومياً أو ممارسة السباحة وركوب الدراجة وتمارين التمدد.
وأكدت متروك أن الاستمرارية هي المفتاح الحقيقي لتحقيق الفائدة، مشددة على أن النتائج الإيجابية تظهر مع الوقت وليس بين يوم وليلة.
ونصحت بضرورة مراجعة الطبيب قبل البدء بأي برنامج رياضي لتحديد نوع التمارين المناسبة، خاصة لمن يعانون من مضاعفات في الأعصاب أو العيون أو القدمين، موضحة أهمية قياس مستوى السكر قبل التمرين وبعده لتجنب أي انخفاض حاد، مع الحرص على تناول وجبة خفيفة عند الحاجة.
وأشارت إلى أن للرياضة أثراً نفسياً إيجابياً مهماً، إذ تساعد على تقليل التوتر وتحسين المزاج، مما ينعكس على قدرة المريض على الالتزام بنظامه العلاجي والغذائي.
وختمت د. متروك بالقول إن العلاقة بين الرياضة والسكري علاقة تكاملية، مؤكدة أن مريض السكري الذي يمارس الرياضة بانتظام يعيش حياة أكثر توازناً وصحة، ويكون أكثر قدرة على التحكم بمرضه وتقليل مضاعفاته، معتبرة أن الرياضة تمثل شراكة حقيقية بين الجهد البدني والإرادة لتحقيق صحة أفضل وتوازن دائم في الحياة.