وليد صبري

أكد استشارى الطب النفسي وعلاج الإدمان وأمين سر جمعية أصدقاء الصحة، د. إيهاب رخا أن الإدمان ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) يُعدان من أخطر المشكلات الصحية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث.

فالإدمان لا يقتصر على تعاطي المواد المخدرة فحسب، بل يشمل أيضًا الاعتماد النفسي والجسدي على الكحول، الأدوية، أو حتى السلوكيات مثل القمار.

أما متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، فهو مرض مزمن ناتج عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، ويؤدي إلى انهيار الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم عرضة للأمراض الانتهازية.

الإدمان.. السقوط نحو الهاوية

وقال د. إيهاب رخا إن الإدمان يُفقد الإنسان السيطرة على سلوكياته، ويؤثر سلباً على صحته الجسدية والنفسية، ويُدمّر علاقاته الاجتماعية والمهنية.

ومن أخطر أنواع الإدمان تعاطي المخدرات عن طريق الحقن، حيث يتم استخدم الحقن المشتركة أو غير المعقمة، مما يُسهل انتقال الأمراض المعدية مثل الإيدز والتهاب الكبد الوبائي.

كما أن الإدمان يُضعف القدرة على اتخاذ قرارات عقلانية، ويزيد من احتمالية الانخراط في سلوكيات جنسية غير آمنة، مما يُضاعف خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.

متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).. القاتل الصامت

وأوضح أن متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) لا تظهر فجأة، بل تتطور تدريجياً بعد الإصابة بالفيروس المسبب للمرض.

في البداية، قد لا تظهر أعراض واضحة، لكن الفيروس يهاجم الجهاز المناعي بصمت، إلى أن يصل إلى مرحلة متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، حيث يصبح الجسم عاجزاً عن مقاومة أبسط الأمراض.

وينتقل الفيروس عبر الدم، وعبر العلاقات الجنسية غير المحمية، وكذلك من الأم إلى الطفل أثناء الولادة أو الرضاعة. ويُعد المدمنون من أكثر الفئات عرضة للإصابة، بسبب السلوكيات الخطرة المرتبطة بتعاطي المخدرات.

وعن العلاقة بين الإدمان و متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) قال د. رخا إن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة كبيرة من المصابين بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) كانوا من متعاطي المخدرات، خصوصاً الذين يستخدمون الحقن.

كما أن الإدمان يُسهم في تهميش الفرد اجتماعياً، مما يُقلل من فرص تلقي العلاج أو التوعية. من جهة أخرى، قد يلجأ بعض المصابين بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) إلى تعاطي المخدرات كوسيلة للهروب من الألم النفسي أو الوصمة الاجتماعية، مما يُفاقم حالتهم الصحية، ويُعقّد جهود العلاج.

التحديات الاجتماعية والنفسية

وأضاف أن الإدمان ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) لا يؤثران على الفرد فقط، بل يمتدان إلى الأسرة والمجتمع. فالمصاب بالإيدز قد يُواجه عزلة اجتماعية، بينما يُعاني المدمن من فقدان الثقة والدعم. هذا التهميش يُسهم في استمرار دائرة المرض والإدمان، ويُعيق جهود الوقاية والعلاج.

كما أن نقص التوعية والوصمة المرتبطة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) تُعد من أبرز العوائق أمام الكشف المبكر والعلاج الفعّال.

الوقاية والتكامل في العلاج

وبين د. رخا أن الوقاية تبدأ بالتوعية، وتوفير المعلومات الدقيقة حول طرق انتقال الفيروس المسبب للمرض، ومخاطر الإدمان. يجب تعزيز برامج العلاج من الإدمان، إلى جانب دعم المصابين نفسيًا واجتماعيًا. كما أن دمج المصابين في المجتمع، وتوفير بيئة خالية من التمييز، يُسهم في الحد من انتشار المرض وكسر دائرة الإدمان.