نجحت جهود الحفاظ على الطبيعة في إعادة خيول "بريزوالسكي"، التي كانت قد أعلنت منقرضة في البرية، إلى سهوب كازاخستان الوسطى.
هذه الخيول النادرة، وهي النوع الوحيد من الخيول الحية التي لم يتم ترويضها أبدًا، اختفت من البرية بحلول عام 1969 بسبب الصيد وفقدان الموائل والمنافسة مع الماشية، وبقيت موجودة فقط في الأسر.
ووفقا لـ"ناشونال جيوغرافيك"، تأتي عملية إعادة الإدخال كجزء من مبادرة طويلة الأمد لإنشاء مجموعات ذاتية الاكتفاء في موائلها الأصلية، حيث تم نقل الخيول المولودة في الأسر من حدائق الحيوان الأوروبية بعناية عبر أكثر من 2000 ميل، أولًا بالطائرة العسكرية مع توقفات للتزود بالوقود، ثم بالشاحنات إلى محمية ألتين دالا الطبيعية في كازاخستان.
وتمتد هذه المنطقة المحمية على ما يقرب من 20,000 ميل مربع، مما يوفر بيئة آمنة للخيول إلى جانب أنواع أخرى مهددة بالانقراض مثل ظباء السايغا.
وبعد وصولها، قضت الخيول عامًا في أقفاص تهيئة لضمان قدرتها على التأقلم مع مناخ السهوب القاسي، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى -50 درجة فهرنهايت (-10 سيلسيوس). ويمثل إطلاقها المرة الأولى منذ ما يقرب من 200 عام التي تتجول فيها خيول بريزوالسكي بحرية في وسط كازاخستان، وهو إنجاز مهم في جهود الحفظ العالمية.
وتسلط هذه المبادرة الضوء على تعقيد إعادة الحياة البرية، حيث تجمع بين العلم واللوجستيات والمراقبة الدقيقة لضمان قدرة الحيوانات المولودة في الأسر على البقاء والازدهار في البرية. وعلى الرغم من التحديات العرضية، مثل هروب أحد الخيول الشابة مؤقتًا أثناء النقل، تثبت المبادرة إمكانية التخطيط الدقيق والتعاون الدولي في إعادة الأنواع المهددة إلى موائلها الطبيعية.
ويؤكد الخبراء أن إعادة الأنواع الرئيسة مثل خيول بريزوالسكي يمكن أن تكون لها فوائد بيئية واسعة، إذ تسمح للنظم البيئية بالتجدد ودعم الحياة البرية الأخرى. وبعيدًا عن التأثير البيئي، تمثل هذه الجهود رمزًا لما يمكن أن تحققه الأفعال الإنسانية المنسقة في مواجهة الانقراض.
ويأمل المختصون أن تلهم إعادة هذه الخيول الأيقونية مزيدًا من الجهود لحماية وإعادة الموائل الطبيعية في جميع أنحاء العالم، لتثبت أنه حتى الأنواع التي كانت تُعد مفقودة في البرية يمكن أن تعود بنجاح من خلال التفاني والإدارة الحذرة.
تُبرز هذه المبادرة أهمية الاستمرار في الجهود العالمية للحفاظ على الطبيعة، مؤكدة أن البشر قادرون على إصلاح النظم البيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي للأجيال القادمة.