عندما يعمل الناس معًا، يمكنهم تحقيق إنجازات كبيرة. لكن دراسة علمية حديثة تشير إلى أن البشر، في حال غياب التواصل اللفظي، لا يكونون بالضرورة أذكى من النمل. فقد توصل باحثون إلى هذه النتيجة في دراسة نُشرت هذا الشهر في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS).

تجربة غير معتادة بين البشر والنمل

قارن العلماء بين قدرة البشر ونوع من النمل يُعرف باسم النمل المجنون طويل القرون على التعاون لحل مشكلة معقدة. طُلب من أفراد ومجموعات من كلا الطرفين تحريك جسم على شكل حرف T عبر فتحات في جدران، مع تصميم التجربة بما يتناسب مع حجم أجسام المشاركين.

تعطيل التواصل لدى البشر

تعتمد هذه الأنواع من النمل على التواصل عبر الفيرومونات، وهو ما لا يساعد كثيرًا في فهم الأشكال الهندسية المعقدة. ولجعل المقارنة أكثر عدالة، منع الباحثون البشر في بعض التجارب من الكلام أو الإيماء، وأجبروهم على ارتداء نظارات شمسية وأقنعة، ليعملوا دون لغة تمامًا كما يفعل النمل.

ذكاء جماعي ناشئ لدى النمل

أظهرت النتائج أن مجموعات النمل كانت أكثر كفاءة من الأفراد في حل المشكلة، ووصفت الدراسة هذا السلوك بأنه “ذاكرة جماعية ناشئة”، أي ذكاء يتجاوز مجموع قدرات الأفراد.

في المقابل، لم تُظهر مجموعات البشر أداءً أفضل عند غياب التواصل، بل إن بعض الفرق البشرية أدت أسوأ من الأفراد، وأحيانًا أسوأ من النمل نفسه.

تفكير القطيع يعيق البشر

يفسر الباحثون ذلك بأن البشر، عندما لا يستطيعون النقاش وتبادل الآراء، يميلون إلى التوافق السريع بدلًا من تحليل المشكلة بعمق، وهو ما يُعرف بـ"تفكير القطيع". هذا يدفعهم إلى حلول مباشرة وغير فعّالة، مثل سحب الجسم مباشرة نحو الفتحة، بدل اتباع الحل الصحيح الأقل وضوحًا.

الخلاصة: الحوار مفتاح التفوق البشري

خلصت الدراسة إلى أن النمل يتفوق في التعاون دون لغة، بينما يحتاج البشر إلى التواصل والحوار لتجنب الانجراف وراء رأي الجماعة، وتحقيق تعاون فعّال قائم على التفكير والتحليل.