رصد علماء باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا نوعًا غير مسبوق من الكواكب الخارجية، يتمتع بتركيب جوي يتحدى النظريات المعروفة حول تشكّل الكواكب، في اكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لفهم الحدود الفاصلة بين الكواكب والنجوم.
ويتميّز الكوكب بشكل ممدود يشبه الليمون، بفعل قوى جاذبية هائلة، مع ترجيحات بوجود قلب غني بالكربون قد يتحول إلى ماس نتيجة الضغط الشديد. وتبلغ كتلته ما يقارب كتلة كوكب المشتري، إلا أن غلافه الجوي فريد من نوعه، إذ تهيمن عليه مركبات الهيليوم والكربون بدلًا من الماء أو الميثان، وتحيط به سحب من السناج الكربوني.
وأتاح هذا الوضع للباحثين رصد طيف نقي لغلافه الجوي، وهو أمر نادر في دراسة الكواكب الخارجية، حيث جرى اكتشاف جزيئات كربونية مثل C₂ وC₃، ما فاجأ الفريق العلمي ودفعهم إلى استبعاد معظم آليات التكوّن المعروفة.
ويدور الكوكب على مسافة قريبة جدًا من نجم نبّاض، لا تتجاوز مليون ميل، ويتم عامه خلال 7.8 ساعات فقط، ما يجعله حالة نادرة ضمن أنظمة «الأرملة السوداء»، حيث تؤدي قوى المدّ العنيفة إلى تشويه شكله.
ويقترح العلماء فرضيات أولية لتفسير تكوّنه، من بينها تبلور الكربون في الداخل وطفوه نحو الغلاف الجوي، في لغز علمي ما يزال قيد البحث. ويؤكد الباحثون أن هذا الاكتشاف، الذي لم يكن ممكنًا دون قدرات جيمس ويب، قد يعيد صياغة فهمهم لتطور الكواكب في الكون.