وليد صبري
قالت صيدلاني إكلينيكي وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. ليلى العالي إن علاج الإيدز شهد تحولات كبيرة خلال العقود الماضية، حيث انتقل من أنظمة علاجية معقدة تتطلب تناول العديد من الأقراص يومياً إلى خيارات حديثة أكثر فعالية وسهولة في الاستخدام. وأوضحت أن المرضى كانوا في السابق يعتمدون على مثبطات النسخ العكسي ومثبطات البروتياز، التي كانت غالباً ما تسبب آثاراً جانبية قوية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي والتسمم الكبدي واضطرابات الدهون في الدم، إلى جانب مشكلات نفسية مرتبطة ببعض الأدوية مثل Efavirenz.
وأضافت أن التطور العلمي أسهم في ظهور مثبطات Integrase التي توفر فعالية عالية وتحكمًا سريعًا في الفيروس مع آثار جانبية أقل، لتصبح الخيار الأول في العلاج الحديث. ولفتت إلى أن هذه النقلة النوعية تعزّزت مع العلاجات طويلة المفعول مثل مزيج الكابوتغرافير والرليبفيرين (CAB/RPV) الذي يُعطى عبر حقن شهرية أو كل ثمانية أسابيع، وهو ما يقلل الحاجة إلى الأقراص اليومية، مشيرةً إلى أن دراسة ATLAS-2M (2024) أثبتت تحقيق هذا العلاج لمستويات عالية من السيطرة الفيروسية مع آثار جانبية محدودة.
وبيّنت د. ليلى العالي أن دواء ليناكابافير (Lenacapavir) يُعد خياراً ثورياً، إذ يُعطى كل ستة أشهر عبر الحقن تحت الجلد، ويظهر فعالية كبيرة لدى المرضى ذوي المقاومة للأدوية، مع أعراض جانبية خفيفة مرتبطة بمكان الحقن، وفق دراستي CALIBRATE وCAPELLA (2023–2024).
وأكدت د. ليلى العالي أن ابتكارات أخرى مثل الأجسام المضادة واسعة الطيف (bNAbs) تشير إلى إمكانية تطوير علاج وظيفي مستقبلي يسمح للمرضى بالعيش دون علاج دائم، كما أشارت دراسة Julg et al., Nature Medicine (2024).
وختمت بأن هذه التطورات تعكس اتجاهًا واضحًا نحو علاجات أبسط وأكثر فعالية وأقل عبئاً على المريض، مع تزايد الآمال في الوصول إلى علاج وظيفي في المستقبل القريب.