وليد صبري
قالت أخصائية التغذية العلاجية وعضو جمعية السكري البحرينية أريج السعد إن السنوات الأخيرة شهدت تحولاً واضحاً في النهج الغذائي المتبع لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني، حيث لم يعد يعتمد على "نظام واحد يناسب الجميع"، بل أصبح قائمًا على أنماط مرنة مبنية على الأدلة العلمية، مشيرةً إلى أن من أكثر الأنظمة الغذائية دراسة وانتشارًا الحمية منخفضة الكربوهيدرات، والحمية المتوسطيّة، وكل منهما يقدم فوائد مختلفة بحسب حالة المريض.
وأضافت أريج السعد أن الحمية منخفضة الكربوهيدرات تعتمد على تقليل الخبز والأرز والمكرونة والحلويات والمشروبات السكرية مقابل رفع تناول البروتينات الخفيفة والدهون الصحية والخضروات غير النشوية، موضحةً أن الدراسات أثبتت فعاليتها في تحسين التحكم بمستويات السكر وخفض HbA1c وتقليل الحاجة للأدوية خلال الأشهر الأولى من تطبيقها، إلا أن الالتزام الصارم بها على المدى الطويل قد يكون صعباً، وقد يقلل من تناول أطعمة مهمة كالفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة، ما يجعل النهج المنخفض المعتدل للكربوهيدرات أكثر واقعية وأمانًا لمعظم المرضى.
وأشارت إلى أن الحمية المتوسطيّة تمثل خيارًا غذائيًا مستدامًا يعتمد على الخضروات والفواكه وزيت الزيتون والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة والأسماك، مع تقليل اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة، وتُظهر الأبحاث فائدتها في تحسين HbA1c وضغط الدم والكوليسترول وتقليل خطر الجلطات وأمراض القلب، مما يجعلها مناسبة كنمط حياة طويل الأمد وقابل للدمج بسهولة في العادات الغذائية المختلفة.
وذكرت أريج السعد أن هناك توجهاً غذائياً حديثاً يجمع بين النظامين ويعرف بـ الحمية المتوسطيّة منخفضة الكربوهيدرات (Med–Low-Carb)، ويعتمد على أساس غذائي متوسطي مع تقليل الكربوهيدرات المكررة واختيار كميات محسوبة من الكربوهيدرات عالية الألياف، لافتةً إلى أن الدراسات المبكرة تشير إلى فائدته في تحسين الوزن ومستويات السكر وعوامل الخطورة القلبية عند دمجه مع النشاط البدني.
وختمت أريج السعد بالتأكيد على عدم وجود نظام واحد يناسب جميع مرضى السكري، موضحةً أن أفضل نظام غذائي هو الذي يمكن الالتزام به طويلًا، ويُحسّن مؤشرات السكر والقلب، ويتوافق مع نمط حياة الفرد وثقافته، مشددة على أهمية استشارة الفريق الطبي قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في النظام الغذائي، خاصة لمن يستخدمون الإنسولين أو أدوية قد تسبب هبوط السكر.